اخشيشن يحذر من “لوبي خطير” يعرقل إصلاح القطاع ويطالب بسرعة إصدار القوانين الجديدة

بقلم الأستاذ محمد عيدني

عبّر رئيس النقابة الوطنية للصحافة، عبد الكبير اخشيشن، عن قلقه البالغ إزاء استمرار تأخر إصدار قوانين إصلاح منظومة الصحافة، محذرا من أن هذا التأخير يشكل “تقصيرا خطيرا” يهدد مستقبل القطاع بأكمله. ووجه اخشيشن نداء عاجلا إلى الحكومة لمواجهة ما أسماه “لوبيات مهيمنة على المشهد الإعلامي”، تتهم بتعطيل الإصلاحات بحجج واهية سعيا للحفاظ على الوضع الراهن.

يأتي هذا التحذير في الوقت الذي يدافع فيه وزير الثقافة والشباب والتواصل، السيد محمد مهدي بنسعيد، عن ضرورة الإصلاحات. ومع ذلك، يشير الواقع إلى وجود قوى نافذة داخل المشهد الإعلامي تسعى جاهدة لمنع تمرير القوانين الجديدة التي تهدف إلى تنظيم قطاع الصحافة وإحداث توازن بين السلطة والإعلام. وتتهم هذه القوى، التي تقول إنها تحمي المهنة، بتأخير الإصلاحات على مر السنين، وهو ما يعتبره إخشيشن “خيانة للثقة واستغلالًا للوقت بشكل خطير”.

يتساءل المراقبون عن مدى قدرة الحكومة والنقابة على كشف خيوط هذا اللوبي الذي يعمل على ترسيخ نفوذه وتأخير التغييرات الضرورية. ويُجمع العديد على أن كل أسبوع يمر دون إصدار القوانين يزيد من عمق الأزمة ويفتح الباب أمام انتكاسات محتملة، في ظل تزايد الأصوات المطالبة بالإصلاح الحقيقي والشفافية في اتخاذ القرارات.

في ظل هذا الجمود، يبدو أن بصيص الأمل يتضاءل مع استمرار تأخر هذه القوانين الحيوية. ولم تعد المعركة الآن مجرد إصدار تشريعات جديدة، بل أصبحت تتعلق بإعادة الثقة والنهوض بقطاع الصحافة الذي يواجه تحديات جمة. وهذا يفرض على جميع الأطراف المعنية وضع مصلحة المهنة فوق أي اعتبار، وكشف الأوراق الخفية التي تعرقل التقدم، قبل فوات الأوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.