تقرير: حصيلة المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل وتداعياتها

ماب ميديا

القدس وتل أبيب، 14 يونيو 2025 – استيقظت إسرائيل فجر اليوم على مشاهد دمار واسع النطاق، بعد أن شهدت البلاد “أوسع” موجة صواريخ إيرانية منذ سنوات، أطلقت عليها طهران اسم “عملية الوعد الصادق 3”. الهجوم، الذي جاء ردا على اغتيالات إسرائيلية لقادة وعلماء إيرانيين، تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما ينذر بتصعيد غير مسبوق في المنطقة.

وأعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية عن مقتل 3 مدنيين، اثنان في ريشون ليتسيون وواحد في تل أبيب، وإصابة ما بين 40 إلى 60 شخصا بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى 7 جنود. وقد رسمت مشاهد الدخان الكثيف المتصاعد من ناطحات السحاب، والسيارات المحترقة، والطرقات المليئة بالشظايا، صورة قاتمة في مدن مثل تل أبيب ورامات غان، حيث انهارت 9 مبان بالكامل وتضرر مبنى آخر من 32 طابقا. وقد دوت صفارات الإنذار في سماء تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع، تلتها انفجارات مدوية، ما دفع السكان إلى الملاجئ. وعلى الرغم من محاولات إسرائيل التقليل من حجم الخسائر والتأكيد على اعتراض أنظمتها الدفاعية جزءا كبيرا من الصواريخ بمساعدة أمريكية، إلا أن الصور المتداولة تظهر حجم الدمار في المواقع المدنية والعسكرية المستهدفة.

في المقابل، أكدت وكالة فارس للأنباء والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة عن حصيلة أثقل بكثير للجانب الإيراني جراء الضربات الجوية الإسرائيلية، مشيرين إلى مقتل 78 شخصا وإصابة ما بين 320 و 329 آخرين. ومن بين القتلى، أكدت المصادر الإيرانية مقتل ما بين 6 إلى 8 قادة كبار في الحرس الثوري، منهم حسين سلامي ومحمد باقري وعلي شمخاني، بالإضافة إلى علماء نوويين بارزين مثل علي بكائي كريمي، ومنصور عسكري، وسعيد برجي. وقد استهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت نووية حيوية في نطنز وأصفهان وفوردو، مما ألحق بها أضراراً “ملحوظة”، في خطوة يرى فيها محللون محاولة إسرائيلية لتعطيل البرنامج النووي الإيراني.

تأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري ودبلوماسي غير مسبوق. فقد وصفت إسرائيل عملياتها، التي أطلقت عليها اسم “عملية الأسد الصاعد” (Operation Rising Lion)، بأنها مدمرة وهددت بـ”حرق طهران” في حال استمر التصعيد. بينما تعهدت إيران بالرد وتصعيد الضربات ضد إسرائيل، مشيرة إلى إمكانية استهداف قواعد أمريكية في المنطقة. على الصعيد الدبلوماسي، اتهم السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الولايات المتحدة بـ”التواطؤ الواضح” مع إسرائيل، محملاً واشنطن “كامل المسؤولية” عن تداعيات الهجمات.

دوليا، دعت الدول الكبرى والمنظمات الدولية إلى التهدئة فورا، نظرا للخطر الجسيم لتوسع النزاع إلى مواجهة إقليمية أوسع نطاقا. وقد أغلقت الأجواء الإقليمية، وتجمدت مباحثات النووي المرتقبة. داخليا، تسعى إيران إلى ضبط إيقاع الشارع وتماسك المجتمع عبر تطمينات رسمية بقدرتها على الردع وتأمين الإمدادات الأساسية، بينما تسمح بالتعبير الشعبي عن الغضب من خلال مظاهرات تطالب بالرد، في محاولة لتوظيف التعبئة الشعبية دون تحميل الشارع أعباء القرار الاستراتيجي.

ومع تواصل صفارات الإنذار بين الحين والآخر والسماء الملبدة بدخان الحرائق، يتساءل الإسرائيليون: هل كانت هذه مجرد بداية لموجة تصعيد أطول؟ بينما تستمر إيران في السباق الاستراتيجي مع تعيين مجيد موسوي خلفا للجنرال المغتال علي حاجي زاده، تبقى المنطقة على حافة الهاوية في ظل مواجهة غير متكافئة الأدوات والوسائط، قد تشعل صراعا إقليميا واسع النطاق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.