خبير عسكري: إسرائيل تواجه تحديات غير مسبوقة بعد الضربات الإيرانية الأخيرة و”لن تتحمل استمرارها”

ماب ميديا

القدس المحتلة – 13 يونيو 2025- أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، أن الضربات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل تمثل “تحولا خطيرا” في طبيعة الردود الإيرانية، مشيرا إلى أن تل أبيب قد لا تتمكن من تحمل استمرار هذه الضربات بنفس القوة والوتيرة.

وأوضح الفلاحي أن عملية “الوعد الصادق 3” تمت بشكل مفاجئ وتحت جنح الظلام لتفادي الرصد الاستخباراتي، ما يعكس تطورًا في الأداء العملياتي الإيراني رغم ما تعانيه من اختراقات داخلية. واعتبر أن طهران سعت إلى توجيه ضربة موجعة مستفيدة من عامل التوقيت وظروف الليل لتقليل أثر المراقبة عبر الأقمار الصناعية، في محاولة لإعادة فرض حضورها الاستراتيجي بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منظومات القيادة والسيطرة في الداخل الإيراني.

وكانت إيران قد أعلنت تنفيذ هجوم واسع ضد أهداف إسرائيلية، مؤكدة إطلاق مئات الصواريخ، بعضها من غواصات للمرة الأولى، واستهدفت مقار عسكرية ومراكز قيادية، بينها وزارة الدفاع في تل أبيب. وتحدثت القناة الـ13 الإسرائيلية عن دمار غير مسبوق في المدينة.

فشل “القبة الحديدية” وتحدي “الإغراق الصاروخي”

أشار الفلاحي إلى أن فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أمام هذا الكم الهائل من الصواريخ يُعد مؤشرًا على عجز في التصدي لما وصفه بـ”الإغراق الصاروخي”. وأوضح أن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، بما فيها القبة الحديدية ومنظومتي “حيتس” و”ثاد” الأميركية، لا تستطيع مواجهة هذا العدد الكبير من الصواريخ المتنوعة في آن واحد.

وشدد على أن إيران تعمدت استخدام صواريخ بمديات وقدرات مختلفة، ما أربك المنظومات الدفاعية وجعل عملية التصدي مكلفة ومعقدة، خاصة أن الزمن المطلوب لوصول الصواريخ لا يتجاوز بضع دقائق، وهو ما شكّل ضغطًا لوجيستيًا كبيرًا على الدفاعات الإسرائيلية. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق ثلاث دفعات من الصواريخ وسقوط بعضها في مناطق متفرقة، ما أسفر عن إصابة عشرات الإسرائيليين وإلحاق أضرار بمبان ومركبات، بينما تحدثت وزارة الصحة عن وضع المستشفيات في حالة تأهب.

تطور الرد الإيراني وتصميم على الردع

أكد الفلاحي أن عملية “الوعد الصادق 3” تمثل تطورا في طبيعة الرد الإيراني، حيث أن الصواريخ المستخدمة، لا سيما الفرط صوتية، جاءت بانقضاض مباشر من الفضاء بسرعة هائلة، ما جعل تأثيرها التدميري كبيرًا. وأوضح أن الصواريخ الباليستية الهجومية تضرب أهدافها بشكل مباشر وفعّال، ما يفسر دمار بعض الأبنية في تل أبيب.

وفي هذا السياق، أكد الحرس الثوري الإيراني أن العملية استهدفت عشرات المواقع ردا على مقتل قادة عسكريين وخبراء نوويين إيرانيين، متعهدا بمواصلة الهجمات إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية. ويرى الفلاحي أن استمرار إيران في الرد، رغم الضربات التي طالت قيادتها العسكرية، يدل على تصميمها على فرض معادلة ردع جديدة، حتى وإن كانت الهجمات الحالية لا تزال غير مرتبة بشكل كاف نتيجة اضطراب منظومة القيادة الإيرانية جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

تقلص بنك الأهداف الإسرائيلي واحتمال معركة استنزاف

أشار الفلاحي إلى أن إسرائيل وضعت السكان في الملاجئ لساعات طويلة، في خطوة تعكس قلقها من تكرار الضربات، وهو ما أكدته تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضاف أن بنك الأهداف الإسرائيلي تقلص بعد الضربة الأولى، حيث تم تنفيذ هجمات على نحو 300 موقع. ورجح أن إيران باتت تهيئ نفسها لمعركة استنزاف طويلة، قد تشمل طائرات مسيرة منخفضة الارتفاع يصعب رصدها، ما قد يؤدي إلى خرق الدفاعات الإسرائيلية والوصول إلى أهداف حيوية داخلها في ظل تشتت القوات الإسرائيلية.

وحذر الفلاحي من أن استمرار هذه الضربات سيضع إسرائيل في موقف حرج، مشيرا إلى أن تل أبيب قد لا تتمكن من مواصلة التصعيد بالوتيرة نفسها، لا سيما مع تزايد الضغط الداخلي بسبب الخسائر، مما قد يفتح الباب أمام وساطة دولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.