قادة حزبيون مغاربة يقعون في فخ صور وفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي

ماب ميديا

الرباط، المغرب – في ظل اشتداد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وقعت العديد من القيادات الحزبية المغربية في فخ الصور والفيديوهات المعدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث عمدوا إلى نشر مواد عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي على أنها مشاهد حقيقية، في حين أكدت منصات متخصصة أن هذه المواد مزيفة.

أحد أبرز من سقطوا في شرك الذكاء الاصطناعي كان عزيز هناوي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع. فقد نشر هناوي صورة على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك” تظهر ما وصفه بآثار قصف إيران على تل أبيب، حيث تبدو ألسنة اللهب وكأنها تلتهم المدينة.

أرفق هناوي الصورة بتدوينة جاء فيها: “فعلا.. إنه قمر تل أبيب الجميل، حسب أصحاب مذهب نظرية المسرحية الإيرانية الإسرائيلية، مسرحية مجانية للعموم بدون شباك تذاكر، مطلوب فقط أن تضع عقلك عند الباب وتدخل على بطنك وتأخذ مقعدا لك وتستمتع بالنظر إلى القمر في سماء تل أبيب”.

إلا أن التحقق من الصورة عبر منصة الذكاء الاصطناعي Chat GPT لـ Open AI، أكد أنها غير صحيحة، موردة: “بناء على تحليل بصري أولي، هناك مؤشرات قوية على أن هذه الصورة معدلة رقميا أو تم توليدها جزئيا بالذكاء الاصطناعي”. وأوضحت المنصة أن ألوان النيران والدخان غير طبيعية، وأن انعكاسات الضوء على المباني غير منطقية، بالإضافة إلى تكرار أنماط الدخان ووضوح القمر بشكل غير واقعي. 
في حيت أتت نتائج التحقق من الصورة التي قمنا بها على أحد برامج الذكاء الإصطناعي المسماة Perplexity بنتائج كشفت أن نسبة كبيرة من هذه الصور والفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي، مع وجود تشوهات بصرية واضحة مثل عدم منطقية توزيع اللهب والدخان، وتفاصيل معمارية غير واقعية أو مشوهة. كما أن بعض الحسابات التي نشرت هذه الصور والفيديوهات أوضحت لاحقا أنها فعلا مولدة عبر برامج مثل Midjourney وPS وKling، وأرفقت وسوم مثل #AIart و#GenerativeArt.

وفي حالة أخرى، وقع علي بوطوالة، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، في فخ فيديو مصنوع بالذكاء الاصطناعي، يظهر تدمير طائرات “العال” الإسرائيلية في مطار تل أبيب.

وعلى الرغم من أن احترافية هذا الفيديو كانت أقل، إلا أن منصة Chat GPT أكدت عدم صحته، مشيرة إلى ألوان الدخان غير الطبيعية وغياب التأثيرات البيئية الواقعية كالصدمات وتطاير الحطام. كما أنه حسب تحقيقات عدة مواقع تدقيق مثل Arabifactshub وTayqan. الصورة تحمل تشوهات بصرية واضحة ولا توجد أي تغطية إعلامية رسمية لحدث بهذا الحجم (المصادر: Arabifactshub، Tayqan، FullFact).

تأتي هذه الحوادث في الوقت الذي أكدت فيه السلطات العبرية بشكل رسمي، وتناقلته العديد من وسائل الإعلام الدولية الموثوقة، أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى العديد من المناطق في إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وحيفا، وأدت إلى تدمير العديد من المباني ومقتل 24 شخصا على الأقل حتى يوم أمس. ومع ذلك، ثبت أن العديد من المشاهد التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي كانت معدلة بالذكاء الاصطناعي أو بواسطة برامج رقمية، وجرى تداولها على نطاق واسع دون التحقق منها.

ينصح دائما بالتحقق من مصادر الصور والفيديوهات المتداولة قبل تصديقها أو إعادة نشرها، خاصة في أوقات الأزمات والتصعيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.