إهانة الصحافيين وسوء التواصل يشوشان على صورة مهرجان موازين

ماب ميديا من الرباط

ماب ميديا من الرباط

في الوقت الذي كان يُنتظر فيه أن تسود المهنية والاحترافية في تدبير الشق الإعلامي لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، فوجئ عدد كبير من الصحافيين المغاربة، ومن ممثلي وسائل الإعلام الدولية، بما وصفوه بـ”سوء المعاملة” و”اللامهنية” في التواصل والتنظيم من طرف الشركة المفوضة بتدبير الجانب الإعلامي للمهرجان.

العديد من الصحافيين اشتكوا من سوء التنسيق، والتأخر غير المبرر في منح الاعتمادات، والإقصاء الانتقائي لعدد من المنابر الإعلامية الجادة، بل وبلغ الأمر ببعضهم إلى الحديث عن “إهانات لفظية وتعامُل فوقي” من بعض العاملين في الشركة المكلفة، وهو ما خلّف موجة استياء واسعة وسط الجسم الإعلامي الذي اعتاد تغطية هذا الحدث منذ سنوات.

معاملة دون المستوى

“لم يتم التواصل مع ممثلي وسائل الاعلام لا من خلال البريد الالكتروني المقدم ولا من خلال التواصل عبر الهاتف، رغم تقديم طلب الاعتماد قبل أسابيع”، تقول إحدى الصحافيات من منبر يومي وطني معروف، مضيفة: “حين تم الرد علينا، جاء ذلك بأسلوب غير لائق، فيه تقليل من قيمة عملنا، وكأننا متطفلون ولسنا مهنيين نساهم كل سنة في إنجاح صورة المهرجان”.

صحافي آخر اشتكى من تعرضه للطرد من منطقة مخصصة للصحافة، رغم توفره على بطاقة اعتماد رسمية، معلقًا: “الارتباك كان سيد الموقف، والتعامل لم يكن في مستوى حدث دولي يُفترض أن يحترم الصحافيين بدل إهانتهم”.

أزمة ثقة بين الإعلام والمنظمين

هذا التوتر المتصاعد يعكس أزمة عميقة في تدبير التواصل مع الصحافة، ويطرح تساؤلات حول أهلية الشركة المفوضة، ومدى احترامها لأبسط معايير العلاقة بين المنظمين ووسائل الإعلام، خاصة أن هذه الأخيرة أسند لها تنظيم كل الملتقيات والمحافل والاحداث الوطنية والدولية وأصبحت تعتمد من تريد وتقصي من تريد.

على إثر هذه الأحداث، طالب عدد من الصحافيين جمعية “مغرب الثقافات” — الجهة الرسمية المنظمة للمهرجان — بالتدخل العاجل لتقويم هذا الاعوجاج، وتقديم توضيحات بشأن طريقة اختيار الشركة المكلفة بالإعلام، ومدى احترامها لدفتر التحملات، بل ذهب البعض إلى المطالبة بإصدار اعتذار رسمي لما طال الصحافة من إهانة غير مبررة.

مهرجان دولي.. بمعاملة محلية رديئة

ليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها مثل هذه الانتقادات، لكن حدتها هذه السنة تبدو أكبر، خصوصًا مع اتساع رقعة التذمر وتداول عشرات الصحافيين لتجاربهم السلبية على شبكات التواصل. ما يدعو إلى التساؤل: هل يمكن لمهرجان بحجم “موازين” أن يستمر في تجاهل الجسم الإعلامي المحلي بهذه الطريقة؟ وهل تدرك الجهات المنظمة أن نجاح التظاهرات الثقافية لا يُبنى فقط على النجوم والميزانيات، بل أيضًا على الاحترام المتبادل مع الصحافة؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.