ي إطار تعزيز التنسيق العملياتي وتوطيد علاقات التعاون الدفاعي بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، نفذت القوات الملكية الجوية مناورات جوية مشتركة مع سلاح الجو الفرنسي. شاركت في هذه المناورات طائرات مقاتلة من طراز “إف-16” المغربية إلى جانب مقاتلات “رافال” الفرنسية، في سلسلة تمارين تكتيكية جوية مكثفة شملت العديد من السيناريوهات القتالية المتقدمة.
تمت هذه التدريبات في أجواء مغربية، حيث سخرت لها بنى تحتية وتقنيات ميدانية متطورة، سمحت بمحاكاة معارك جوية في بيئات عملياتية متعددة، تراوحت بين الدفاع الجوي والهجوم الأرضي، إلى جانب اختبارات على التنسيق في القيادة والسيطرة والاعتراض الجوي المشترك.
يأتي هذا التمرين في سياق الشراكة العسكرية العريقة التي تجمع القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الفرنسية، والتي تشمل مجالات التكوين والتدريب وتبادل الخبرات والتكنولوجيا. ويهدف إلى الرفع من الجاهزية القتالية للطواقم الجوية، وتعزيز القدرة على تنفيذ عمليات مشتركة في بيئات معقدة وتحت ضغط تكتيكي كبير.
تعتبر مشاركة مقاتلات “رافال”، التي تعد من أحدث الطائرات في سلاح الجو الفرنسي بفضل منظوماتها المتطورة في الحرب الإلكترونية والاستهداف الدقيق، إلى جانب مقاتلات “إف-16” المغربية ذات الكفاءة العالية، فرصة لتعزيز التفاعل بين أطقم الطيران والدعم اللوجستي، واختبار مدى التكامل في أداء المهام تحت قيادة موحدة.
كما تعكس هذه التدريبات الإرادة المشتركة للدفاع عن المصالح الإقليمية، ومواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، خصوصا في ظل التغيرات الجيوستراتيجية التي تفرض ضرورة الاستعداد الدائم والتنسيق الوثيق بين الحلفاء. وتندرج هذه المناورات ضمن استراتيجية المملكة المغربية الرامية إلى تطوير قدراتها الجوية وتعزيز جاهزيتها الدفاعية، انسجاما مع رؤية الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في جعل القوات المسلحة دعامة أساسية للأمن والاستقرار الوطني والإقليمي.