شقيق مروان المقدم يعتصم _مضربا عن الطعام_ أمام ميناء الحسيمة مطالبا بكشف مصير أخيه
mapmedias
دخل محمد المقدم، شقيق الشاب مروان المقدم المختفي في ظروف غامضة، في اعتصام مفتوح مرفوق بإضراب عن الطعام أمام بوابة ميناء الحسيمة مساء يوم الإثنين 23 يونيو 2025. وتزامن هذا التحرك الاحتجاجي مع قدوم أول رحلة لشركة “أرماس” إلى الميناء، وهي الشركة التي تتهمها العائلة بالمسؤولية المباشرة عن اختفاء مروان.
غموض يلف اختفاء مروان المقدم منذ أبريل 2024
لا تزال عائلة مروان المقدم، المزداد سنة 2005، تبحث عن ابنها الذي اختفى عن الأنظار منذ سفره عبر ميناء بني انصار بالناظور إلى موتريل بإسبانيا يوم 20 أبريل 2024. وبالرغم من مجموعة من الأبحاث التي أجرتها الشرطة المغربية ونظيرتها الإسبانية، إضافة إلى “الأنتربول”، لم يظهر أثر للمختفي، مما أدخل مصيره في غموض تام تحول إلى كابوس لعائلته.
أكد محمد المقدم، شقيق المختفي، أن مصير مروان لا يزال غامضا، مشيرا إلى جميع الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى جهوية الأمن الوطني بالناظور وفي إسبانيا، فضلا عن الشرطة الدولية “الأنتربول”. فبالإضافة إلى إجراءات البحث التي تمت مباشرتها على مستوى شرطة الناظور وموتريل، انتدبت العائلة محامية لتتبع تفاصيل القضية في الجارة الإيبيرية. وقد انتقلت المحامية في ماي الماضي إلى الشرطة القضائية الإسبانية لطلب المزيد من التفاصيل، حيث أُبلغت أن القضية قيد التحقيق القضائي، وأن مروان المقدم غير مسجل في أي مركز احتجاز أو مؤسسة عامة.
تناقض في سجلات الدخول وتجاهل الكاميرات الأمنية
بالإضافة إلى ذلك، أبلغت الشرطة المحامية بأنه لم يتم تسجيل دخول مروان في سجلات الجمارك بميناء موتريل يوم 21 أبريل 2024، ثم تأكيد هذه المعلومات لاحقا في بيان صادر عن الأنتربول. هذا في وقت تؤكد فيه الشرطة المغربية أن مروان قد نقط جوازه في ميناء بني انصار وركب الباخرة المتجهة إلى موتريل يوم 20 أبريل 2024. هذا التناقض جعل الأنتربول تضع احتمالين: الأول يتعلق بـ “أن مروان لم يغادر السفينة التي كان يستقلها”، والثاني “أنه دخل الأراضي الإسبانية بطريقة غير قانونية”، مع العلم أن المذكور يتوفر على وثائق إقامة قانونية تسمح له بالتنقل والعمل في إسبانيا.
محامية عائلة المختفي، أكدت في تقرير أفادت به أهل مروان، أنها استفسرت أيضا مكتب شركة الملاحة البحرية المالكة للباخرة التي انطلقت من الناظور إلى موتريل بخصوص حقائب المعني. وقد أكدت الشركة أنه لا توجد أي متعلقات مفقودة ذات صلة برحلة العبارة يومي 21 و 22 أبريل 2024. ووفقا لتحقيقات الشرطة القضائية، طلب من الشركة تقديم سجل الركاب، حيث إنه في البداية، كانت المعلومات التي قدمتها الشركة غير واضحة بخصوص سفر مروان فعليا على متن السفينة، ولكن لاحقا أكدت السلطات أن التذكرة تم التحقق منها، مما أثبت وجوده على متن الباخرة، وهو الدليل الذي يتوافق مع مقاطع الفيديو التي أرسلها مروان إلى عائلته من داخل السفينة قبل مغادرتها ميناء الناظور.
جانب آخر مهم في التحقيق يتعلق بالكاميرات الأمنية لشركة أرماس. عند طلب الوصول إليها، تم إبلاغ المحامية، حسب تقريرها المفصل، أن “الكاميرات لم تكن قيد التشغيل”، وهو ما يزيد من الغموض حول ظروف اختفاء الشاب.
مطالبات بالتحقيق ودعم شعبي متزايد
في ظل عدم تحقيق تقدم في القضية، أوضحت المحامية المكلفة بالقضية أنها طلبت من المفتش المسؤول عن القضية إجراء تتبع لخصوص الهاتف المحمول الخاصة بمروان، وقد قدم خاله المعلومات المتعلقة بخطوط الهاتف التي كان يستخدمها، أحدها مغربي والآخر إسباني. ولم تسفر التحقيقات بشأن الخط الإسباني عن أي نتائج، حيث لم يتم تسجيل أي اتصال بعد اختفائه، فيما تم توجيه طلب من محكمة موتريل من أجل إصدار أمر قضائي وتوجيهه إلى شركة الاتصالات المغربية للبحث في سجل المكالمات التي أجراها المختفي.
وكشفت المحامية أنها باشرت بحثا موازيا في ألميريا بعد ظهور شائعات تتعلق باحتجازه في هذه المنطقة، وبالتنسيق مع إحدى الجمعيات تم التواصل مع الشرطة القضائية للتحقق من صحة هذه المعلومات، حيث أكد مفتش تابع لنفس الجهاز الأمني أن مروان غير متواجد في مراكز الشرطة الإسبانية بألميريا ولم يتم تسجيل أي اعتقالات لأشخاص بمواصفاته. وأكدت المحامية أنها ذهبت شخصيا إلى المراكز الأمنية للتأكد بنفسها تفاديا لأي غموض، وقد تبين لها أن الشائعات غير صحيحة، حيث لم يتم اعتقال مروان أو معرفة مكان وجوده. إلى ذلك، وطيلة فترة اختفائه التي دخلت شهرها الثالث عشر، لم تؤد الإجراءات المتخذة إلى تحديد مكان مروان المقدم، في انتظار ما ستكشفه عنه محكمة إسبانية أدخلت القضية للبحث.
يشهد محيط ميناء الحسيمة منذ أيام توترا متصاعدا بسبب الاحتجاجات التي يقودها نشطاء وسكان المدينة، دعماً لعائلة الشاب مروان المقدم. وقد رفع المحتجون، الذين تجمّعوا بالعشرات أمام الميناء، شعارات تندد بما وصفوه “الصمت المريب” للسلطات، مطالبين بفتح تحقيق نزيه وشفاف، وكشف الحقيقة للرأي العام. كما عبّروا عن تضامنهم الواسع مع عائلة المقدم، التي باتت تعيش وضعا نفسيا صعبا في ظل غياب أية مؤشرات توحي بتقدم في مجريات البحث.
أثارت القضية اهتماما وطنيا واسعا، بعد انتشارها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر مئات النشطاء عن دعمهم للعائلة، ودعوا إلى تدخل عاجل من قبل الجهات المعنية، وخصوصا من وزارة الداخلية والنقل البحري، لكشف حقيقة ما جرى، وتحديد المسؤوليات في حال ثبت وجود إهمال أو تقصير. من جهتها، تواجه شركة “أرماس” ضغوطا متزايدة للرد على الاتهامات، وسط مطالب من منظمات حقوقية ومواطنين بإصدار بيان رسمي يوضح موقفها، والمساهمة في التحقيق للكشف عن مصير الشاب المختفي.
في ظل استمرار الاحتجاجات التي قد تتحول إلى حراك جديد بعد الاعتصام أمام الميناء، يبقى السؤال معلقا: أين اختفى مروان المقدم؟ ومتى ستحصل عائلته على إجابات واضحة تنهي حالة القلق والحيرة التي تعيشها منذ اختفائه؟