إنجاز تاريخي: الولايات المتحدة توافق على أول لقاح وقائي للإيدز بنسبة نجاح 99.9%
mapmedias
واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة – في إنجاز علمي هام يمثل نقطة تحول في المعركة المستمرة منذ عقود ضد فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وافقت الولايات المتحدة على أول لقاح وقائي من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في العالم. يعطى هذا اللقاح، الذي تنتجه شركة الأدوية “غيلياد ساينسز”، مرتين سنوياً، وقد أظهر نسبة نجاح بلغت 99.9%.
أعلنت شركة “غيلياد ساينسز” يوم الأربعاء أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وافقت على استخدام عقار “يزتوغو” (ليناكابافير) كعلاج وقائي قبل التعرض (PrEP) للبالغين والمراهقين الذين لا يقل وزنهم عن 35 كيلوغراماً.
“يزتوغو”: أمل جديد لإنهاء انتقال فيروس نقص المناعة البشرية
في حين لا يزال العالم ينتظر لقاحا تقليديا لفيروس نقص المناعة البشرية، يعتقد العديد من الخبراء أن هذا الخيار الجديد طويل المفعول يمكن أن يلعب دورا محوريا في الوقاية، وفقا لما ذكرته “إنترستينغ إنجينيرينغ”.
صرح غريغ ميليت، مدير السياسات العامة في مؤسسة أبحاث الإيدز (amfAR): “هذا اللقاح لديه القدرة الحقيقية على إنهاء انتقال فيروس نقص المناعة البشرية، ومن المتوقع أن يصبح هذا الدواء القابل للحقن جزءا أساسيا من جهود الوقاية العالمية، على الرغم من أن الوصول إليه لا يزال مصدر قلق يلوح في الأفق”.
تستند موافقة غيلياد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على بيانات من تجربتين واسعتي النطاق من المرحلة الثالثة:
- في دراسة “الغرض 1“، التي شملت أكثر من 5300 شابة وفتاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لم تصب أي من المشاركات اللواتي تلقين ليناكابافير بفيروس نقص المناعة البشرية. بالمقارنة، أُصِيب حوالي 2% من اللواتي استخدمن الحبوب اليومية.
- اختبرت دراسة ثانية، “الغرض 2“، في الولايات المتحدة ودول أخرى عالية الخطورة. من بين 2179 شخصا تلقوا الحقنة، حدثت إصابتان فقط، بنسبة نجاح بلغت 99.9%.
وقال دانيال أوداي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة غيلياد ساينسز: “هذا يوم تاريخي في المعركة المستمرة منذ عقود ضد فيروس نقص المناعة البشرية. يُعد يزتوغو أحد أهم الاكتشافات العلمية في عصرنا، ويوفر فرصة حقيقية للغاية للمساعدة في القضاء على وباء فيروس نقص المناعة البشرية”.
سهولة الاستخدام ورهانات الوصول العالمي
تكمن سهولة استخدام “ليناكابافير” في أنه يُعطى على شكل حقنتين تحت جلد البطن، مما يُشكل مستودعاً للدواء يُمتص ببطء على مدار ستة أشهر. يُعد هذا أطول شكل مُعتمد للوقاية قبل التعرض (PrEP) على الإطلاق. وعلى عكس الحبوب اليومية أو الحقن التي تُعطى كل شهرين، قد يُناسب هذا الشكل الجديد من العلاج من يواجهون صعوبات في الالتزام به أو من يخشون وصمة العار.
لكن، قد تُحدّ فجوات النظام الصحي من الوصول إلى الخدمات. على الرغم من النتائج القوية، لا يزال الخبراء قلقين بشأن إمكانية الوصول، حيث تُهدد التخفيضات في مخصصات برنامج Medicaid وبرامج الصحة العامة والتمويل العالمي لفيروس نقص المناعة البشرية بإبطاء عملية طرح العلاج.
وقال ميليت: “ستُصعّب الفجوات الكبيرة في النظام علينا ضمان وصول ليناكابافير إلى أجسام الناس، بل وضمان عودتهم أيضا لتلقي جرعات المتابعة”. ويستخدم أقل من نصف مليون أمريكي حاليا العلاج الوقائي قبل التعرض (PrEP)، على الرغم من أن الملايين مؤهلون لذلك.