تصاعد التوتر بين ترمب وإيران يعمق الغموض حول مستقبل الملف النووي

بقلم الأستاذ محمد عيدني

في تصعيد إعلامي وسياسي ملحوظ، أطل الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجددا على المشهد الإيراني من خلال انتقادات حادة للمرشد الإيراني علي خامنئي، محذرا من عواقب استمرار التصعيد وتحذيرات من عرقلة الجهود الدبلوماسية.

وأعاد ترمب نشر منشور على منصة “تروث سوشيال” أكد خلاله على ضرورة أن تعود إيران إلى “النظام العالمي”، مع نفيه وجود أي اتفاقات بخصوص مساعدة إيران في برامج نووية سلمية، فيما وجهت طهران رسالة حاسمة ترفض فيها لغة التهديد، محذرة من عواقب استمرار التصريحات غير اللائقة من قبل إدارة ترمب.

وتأتي تصريحات ترمب في سياق تصعيد واضح ضد تصريحات خامنئي الذي هنأ شعب بلاده بـ”الانتصار على إسرائيل”، مما أدى إلى ردود أفعال متبادلة عززت حالة التوتر العام في المنطقة. ووصف ترمب في منشوره الموقف الإيراني بأنه يعكس “حالة الاضطراب والعدائية”، محذرا من أن الأوضاع قد تتدهور أكثر إذا استمرت إيران في سياساتها الحالية.

وفي وقت سابق، أبدى ترمب استعداده لرفع العقوبات عن إيران لإعطائها فرصة للتعافي، قبل أن يتراجع بشكل مفاجئ إثر موجة من الردود الغاضبة، مؤكدا على أن الإدارة الأميركية لم تكن يوما قادرة على تقديم الدعم لبرنامج نووي عسكري غير قانوني.

على الصعيد السياسي، فشل مجلس الشيوخ الأميركي في تمرير مشروع قرار يمنع ترمب من توجيه ضربة عسكرية لإيران، وبتصويت أغلب أعضائه (53 مقابل 47) أبطل محاولة الديمقراطيين للسيطرة على صلاحيات الحرب، مع تحذيرات من أن الخيارات العسكرية لا تزال مطروحة في حال استمرت إيران في عمليات التخصيب.

وفي سياق المفاوضات غير المباشرة، أكد ترمب على أنه “لا يستبعد خيار القصف” إذا استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم، مشددا على أن المواقع النووية قد تعرضت لضربات مدمرة، داعيا مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى دخول مواقع محددة بعد تنفيذ الهجمات.

أما من الجانب الإيراني، فتصدر وزير الخارجية عباس عراقجي تصريحات حاسمة، مطالبا واشنطن بالتوقف عن اللهجة غير المقبولة تجاه خامنئي، مؤكدا أن الشعب الإيراني لن يتسامح مع التهديدات، وأنه في حال كانت هناك رغبة حقيقية بإبرام اتفاق، فالأمر يتطلب توقف واشنطن عن التصعيد.

وفي إطار التوترات الدولية، طالبت بعثة إيران في الأمم المتحدة بإدانة التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تشير إلى اغتيال خامنئي، مؤكدة على ضرورة احترام القوانين الدولية ورفض أي محاولة لتهديد مسؤولين إيرانيين.

وبينما يعكس التصعيد الكلامي والسياسي عمق الخلافات والتحديات التي تواجه الملف النووي، تتواصل المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، رغم غياب استراتيجية واضحة في ظل غموض يكتنف مستقبل المفاوضات والأوضاع الأمنية المتزايدة بالمناطق ذات الصلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.