شهد ميناء الوطية بطانطان، مساء أمس الخميس، وصول سفينة الصيد “ميمونة 1” على متن عملية قطر معقدة نفذتها سفينة القطر “أموكار”. هذه العملية جاءت بعد ساعات عصيبة عاشها طاقم “ميمونة 1” في عرض البحر، إثر عطل مفاجئ وكلي في المحرك، مما جعلها عرضة للانجراف وسط تيارات بحرية عنيفة وظروف جوية صعبة، على بعد أكثر من 60 ميلاً بحريًا من السواحل.
الواقعة التي حبست الأنفاس لساعات، انتهت بنجاح، بفضل تدخل شجاع واحترافي من قبل طاقم “أموكار”، الذي تلقى تعليماته من السلطات المينائية. تمكن الطاقم من الوصول إلى الموقع في ظروف بحرية قاسية، وإنقاذ ثمانية بحارة كانوا على متن السفينة المتعطلة، معرضين لخطر حقيقي في عرض البحر.
ورغم بعض التأخر الذي شاب انطلاق عملية الإنقاذ، إلا أن النتيجة النهائية المتمثلة في الحفاظ على الأرواح وسحب المركب إلى بر الأمان، شكلت مكسباً مهماً، وأبانت عن جاهزية مهنية تستحق التنويه. وقد استُخدمت في العملية معدات متخصصة وتقنيات دقيقة، في إطار تنسيق محكم، تطلب جرأة ميدانية وكفاءة عالية في تنفيذ مهمة بالغة التعقيد.
طاقم سفينة القطر أبان عن حس مهني رفيع، حيث واجه تحديات جمة، أبرزها الوصول الآمن إلى موقع السفينة المتعطلة وتثبيت وسائل الربط في قلب البحر الهائج. هذه العمليات الدقيقة تتطلب الكثير من الخبرة لتفادي أي خسائر بشرية أو مادية، مما يبرز حجم المخاطر التي تم تجاوزها.
في الوقت الذي تُسجل فيه إشادة واسعة بأداء الفرق المتدخلة، أعادت هذه العملية إلى الواجهة تساؤلات ملحة حول جاهزية منظومة الاستجابة لحالات الطوارئ البحرية، ومدى فاعلية آليات التدخل السريع في الأوقات الحرجة. فالتأخر في إنقاذ “ميمونة 1″، رغم نهاية العملية بشكل إيجابي، يطرح الحاجة الملحة لمراجعة إجراءات التنسيق واتخاذ القرار، خاصة في وضعيات قد تكون فيها الأرواح مهددة بسبب غياب محركات طوارئ أو ضعف التجهيزات. إن قصة سفينة “ميمونة 1” تضع الجميع أمام مسؤولية مشتركة لتقوية بنيات السلامة البحرية، وتحويل دروس الأزمة إلى إجراءات عملية تضمن حماية الأرواح والممتلكات في مجال لا يحتمل التأخير.