إهمال بيئي يحول مساحات فاس الخضراء إلى أراض جرداء وسط استنكار شعبي

mapmedias

تعيش العديد من المساحات الخضراء بمدينة فاس تدهور بيئي ملحوظ، حيث تحولت المروج والحدائق إلى أراض جرداء بفعل غياب السقي المنتظم. هذا الوضع أفقد هذه الفضاءات العمومية جاذبيتها، وقلص دورها كمتنفس حيوي للساكنة، في مشهد أصبح مألوف ومقلق على حد سواء.

وفي هذا الصدد، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور صادمة تظهر الحالة المتردية لإحدى الساحات المعروفة وسط المدينة، حيث ذاب العشب الأخضر وتحول إلى هشيم، وذلك وسط ارتفاع حاد في درجات الحرارة. هذا التدهور يحدث دون أي تدخل ملموس من الجهات المعنية، مما أثار استياء واسع بين السكان.

علاوة على ذلك، تحمل الساكنة المسؤولية للمجالس المنتخبة والجهات التقنية، متسائلة عن أسباب غياب استراتيجية واضحة لتدبير هذه الفضاءات. ويأتي هذا التساؤل في وقت تتحدث فيه الدولة عن ترشيد استعمال الماء ومواجهة آثار التغيرات المناخية، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام السلطات المحلية بهذه التوجيهات.

إلى جانب ذلك، اعتبر عدد من الفاعلين المدنيين أن هذا التدهور “يسيء إلى صورة المدينة”، مطالبين باعتماد حلول مبتكرة مثل تقنيات السقي بالتنقيط أو إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، بدل ترك المساحات الخضراء “تحترق عطشا” على مرأى الجميع. فاس، المدينة العريقة التي كانت تضرب بها الأمثال في تنوع غطائها النباتي، أصبحت اليوم أمام تحد حقيقي في الحفاظ على بيئتها الحضرية، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا وفعالا من جميع الأطراف المعنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.