نفذت مصالح الأمن بمراكش، صباح اليوم الخميس 10 يوليو الجاري، مداهمة دقيقة وواسعة النطاق استهدفت ملهى صباحيًا يشتغل بشكل غير قانوني، وسط شارع محمد السادس، أحد أبرز المحاور السياحية والترفيهية بالمدينة الحمراء. وقد شاركت في هذه العملية الأمنية المكثفة مجموعة من الفرق المتخصصة، من بينها فرقة الأخلاق العامة، وعناصر مكافحة العصابات، إضافة إلى مصالح الاستعلامات العامة، وأعوان الدائرة الأمنية المختصة ترابيا، إلى جانب عناصر أخرى دعمت التدخل في إطار التنسيق الأمني المشترك.
وتمت المداهمة في حدود الساعة السادسة صباحًا، حيث تمكنت الفرق المتدخلة من ضبط مخالفات خطيرة، شملت ترويج مواد محظورة على غرار “الغاز المضحك”، وتقديم المشروبات الكحولية والشيشا، في تحدٍّ صريح للقوانين المؤطرة لزمن الإغلاق، وشروط الترخيص المرتبطة باستغلال الفضاءات الترفيهية. وأوضحت المصادر أن الملهى المستهدف لا يتوفر على ترخيص قانوني لمزاولة نشاطه خلال هذا التوقيت، ويُدار من طرف شخص معروف في أوساط الملاهي الليلية، يُشتبه في تسييره بشكل موازٍ لمؤسستين مماثلتين تقعان داخل نفس البناية، التي تحولت وفق وصف البعض إلى وكرٍ مغلق لأنشطة غير مراقبة.
وتشير ذات المعطيات إلى أن “الأفتر”، كما يُطلق عليه بين رواد السهر، يتم تنظيمه في سطح البناية بطريقة سرية، بعيدًا عن أعين السلطات، ويستقطب زبائن من فئات مختلفة، بينهم سياح أجانب وزبائن محليون، ويستمر النشاط حتى ساعات متأخرة من الصباح، في ظروف قد تمس بالنظام العام. هذا، وقد علمت الجريدة أن البناية التي تحتضن هذه الأنشطة تعود ملكيتها لرجل سياسة معروف بمدينة مراكش، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبرى حول مدى علمه بما يجري داخل ممتلكاته، ويعيد إلى الواجهة النقاش حول علاقة بعض الفاعلين السياسيين بالأنشطة الترفيهية غير المنظمة.
وقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقًا معمقًا في الموضوع، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد المسؤوليات، والاستماع إلى جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك مسيّر الفضاء وعدد من المستخدمين والزبائن الذين كانوا بعين المكان وقت المداهمة.