فاس العتيقة ضمن العواصم الثراتية العربية… إنجاز تاريخي يعكس الهوية الثقافية المغربية
ماب ميديا
انشر
تعدّ مدينة فاس، العاصمة التاريخية للمغرب، من أبرز رموز الحضارة العربية والإسلامية، فهي منارات العلم والمعرفة على مر العصور، دخلت فاس العتيقة، مؤخراً، سجل المدن التراثية المعتمدة من قبل منظمة “ألكسو”، في إنجاز يعد اعترافاً عالمياً بأهميتها الثقافية والمعمارية، ويعكس عمق الهوية الحضارية للعالم العربي.
استحقاق حضاري لسلسلة من الإبداعات
إدراج فاس ضمن قائمة التراث العربي، هو أكثر من مجرد تصنيف جغرافي، هو اعتراف رسمي بقيمة التراث الثقافي والفني والتاريخي الذي تحويه أزقتها وأسواقها ومساجدها ومدارسها القديمة، فاس ليست مجرد مدينة، فهي حضارة تاريخية، شهدت نشأة وتطور العديد من العلوم والمعارف، وأصبحت منارة للتحضر والتقدم على مدار الزمن.
المدينة تمتاز بمعمار فريد يجسد إبداع المهندسين العرب على مر العصور، حيث تتشابك فيها الزخارف الإسلامية، والفسيفساء، والأروقة، والمآذن التي تروي حكاية حضارة تمتزج فيها روح الديانة بالابتكار الفني، هذا التراث المعماري، يجسد تطور الإنسانية، ويعكس إسهام العلماء، والفقهاء، والمهندسين الذين بنوها لتكون منارة إشعاع حضاري، يمتد منذ القرون الوسطى وحتى يومنا هذا.
رسالة الاعتراف ودلالاتها
اختيار فاس العتيقة ضمن سجل المواقع التراثية يعكس التزام المؤسسات الثقافية العربية والأمم المتحدة، برعاية والحفاظ على كنوز تراثية،التي تستحق الحماية، ويؤكد وجودها أن العطاء الحضاري العربي غني، وأن المتطلبات المعاصرة تُفرض على الأفراد والمؤسسات العمل على إحياء التراث العريق وتطويره، مع الحفاظ على أصالته،من أجل للأجيال المقبلة.
هذا التصنيف يساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الثقافية بالمغرب، وفتح آفاق التعاون بين الدول العربية، وتشجيع الاستثمارات في قطاعات التراث والتنمية المستدامة، كما يُعد دليلاً على محورية فاس الحضارية، وما تمثله من تجربة فريدة في الحفاظ على العمارة والعمران العربي الأصيل.
نتائج وتطلعات مستقبلية
تكمن أهمية هذا الإنجاز، في إدراك المجتمع العربي، والدول المعنية، لأهمية الحضارة والهوية، حيث يتيح للمدينة فرصة أكبر في الحصول على الدعم والرعاية، ينبغي العمل على توسيع دائرة حماية المواقع والأماكن ذات القيمة التاريخية، وتطوير برامج تثقيفية وتوعوية حول أهمية ترميم وصيانة الموروث الحضاري.
كما يروم هذا الإدراج، كحافز لتوثيق مزيد من المعالم والآثار التي تميز المنطقة، وتعزيز الهوية الثقافية من خلال تنظيم ندوات، وفعاليات، ومؤتمرات تبرز مكانة التراث العربي العالمي.
يعكس إدراج مدينة فاس العتيقة، في سجل التراث العربي رسالة واضحة، مفادها أن الحضارة العربية غنية بمخزونها الحضاري الذي يستحق أن يُحفظ ويُصان، وأن المدينة بموقعها المميز، وتاريخها العريق، وقيمها الثقافية، تمثل عنواناً للفخر والاعتزاز.