مراكش …عربات “الكوتشي” تراث مهدد بسلوكيات غير مهنية

ماب ميديا

لطالما شكلت عربة “الكوتشي” رمزا من رموز مراكش العريقة، ووسيلة سياحية محببة لدى زوار المدينة الحمراء لما تحمله من طابع تقليدي، يعكس سحر وأصالة المدينة، غير أن هذا الرمز بدأ في السنوات الأخيرة يفقد بريقه بعدما تحولت هذه الوسيلة من أداة للترويج السياحي، إلى مصدر انتقاد واستياء بسبب سلوكيات بعض أصحاب العربات.

ورغم أن الكوتشي في الأصل وسيلة تعريفية وسياحية، تقود الزائر بين الأزقة التاريخية والمآثر العمرانية التي تزخر بها مراكش، إلا أن الواقع اليوم بات مختلفًا، فعدد من سائقي هذه العربات لا يرتدون هنداما لائقا يعكس مكانة المدينة السياحية بل يظهرون بمظهر لا يليق باستقبال السياح، خاصة الأجانب الذين يأتون وهم يحملون صورة مثالية عن المغاربة و التراث المغربي.

إلى جانب المظهر تفتقر فئة واسعة من هؤلاء السائقين للمعرفة الكافية بتاريخ المدينة ومعالمها، ما يحول الجولة من فرصة للتعرف على الحضارة المراكشية، إلى مجرد تنقل صامت، يفتقد للبعد الثقافي، ويرى بعضهم أنهم “مجرد سائقي عربات” وليسوا مرشدين سياحيين، متجاهلين  طبيعة عملهم تفرض عليهم على الأقل الحد الأدنى من التكوين في المجال السياحي وإتقان التواصل مع السياح.

كما تسجل الشكايات المتكررة من الزوار بالتعامل الغير لائق، لسائقي العربات،تشمل  أصوات مرتفعة وقلة الاحترافية، إضافة إلى حالات يُطلب فيها من الزبناء زيادة في الأجرة المتفق عليها مسبقا وسط الجولة ما يحدث توترا ويسيء لصورة المدينة برمتها…

أمام هذا الوضع بات من الضروري على السلطات المحلية و مجلس جماعة مراكش التدخل من خلال فرض دفاتر تحملات واضحة، تشمل الزي الموحد والتكوين الإجباري في السياحة والتواصل، ومراقبة مدى احترام الأسعار، لضمان استمرار هذا الموروث في أداء دوره الحقيقي، كجسر بين الزائر والتاريخ المراكشي، بدل أن يتحول إلى عنصر طارد للسياحة.
إن حماية صورة مراكش كوجهة عالمية، تستوجب ضبط سلوكيات كل الفاعلين في السلسلة السياحية بما فيهم سائقي “الكوتشي”، حفاظا على الهوية الثقافية للمدينة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.