زيلينسكي يتمسك بالأراضي الأوكرانية ويدعو إلى وحدة كييف في مفاوضات السلام
بقلم الأستاذ محمد عيدني
انشر
رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، بشكل قاطع فكرة التنازل عن الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أن كييف لن تتساهل في حماية سيادتها ووحدة أراضيها. يأتي هذا الموقف في إطار التصعيد السياسي والدبلوماسي الذي يهدف إلى استثمار موقف أوكرانيا الصامد في مواجهة العدوان، والتأكيد على أن أي مفاوضات سلام لا يمكن أن تشمل تنازلات على حساب السيادة الوطنية.
وفي تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام الدولية، ألقى زيلينسكي الضوء على أهمية وحدة كييف كشرط أساسي لأي اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، معربًا عن تطلعه إلى دعم المجتمع الدولي لموقف بلاده المبدئي بشأن الحفاظ على الأراضي. وقال: “كييف يجب أن تكون جزءًا من أي مفاوضات سلام، وأي تفاوض يهدد وحدة أراضي أوكرانيا هو تفاوض غير مقبول.”
ويأتي هذا الموقف بعد شهور من التصعيد العسكري والضغوط الدولية، حيث استمرت روسيا في محاولة لتحقيق مكاسب على الأرض، بينما تثير تصريحات زيلينسكي إصرار بلاده على عدم الانصياع لشروط قد تضعف موقفها في المفاوضات المقبلة. ويبدو أن الرئيس الأوكراني يدرك تمامًا أن التنازل عن الأراضي قد يفتح الباب لمزيد من النزاعات والاضطرابات على المدى الطويل، ويؤمن أن القوة والتشبث بالموقف هو السبيل الوحيد للحفاظ على استقلال أوكرانيا.
وفي السياق، يترقب العالم بفارغ الصبر أي تحولات دبلوماسية يمكن أن تفضي إلى وقف إطلاق النار، ولكن الثوابت التي أعلنها زيلينسكي تؤكد أن كييف ماضية في الدفاع عن ترابها، ولن تتنزل عن حقوقها السيادية بأي ثمن. وبالرغم من الدعوات الدولية لبحث حلول سلمية، فإن الموقف الأوكراني يظل واضحًا وثابتًا، معبرًا عن إرادة شعبه في مقاومة الاحتلال والاحتفاظ بكامل أراضيه.
وفي النهاية، يبقى مستقبل المفاوضات في أيدي القادة الدوليين، بينما تترقب الأوساط السياسية والعسكرية نتائج جهود الوساطة، مع أمل في أن تتوصل الأطراف إلى حل يضمن استقرار المنطقة ويحافظ على وحدة الأراضي ويضع حدًا لمعاناة الشعب الأوكراني.