الصداقة الحقيقية تظهر في أوقات الشدة.. والوفاء يبرز عند المحن

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

عندما يمر الإنسان بأوقات صعبة وتحديات كبيرة، تتجلى قيمة الصداقة الحقيقية ووفاؤها بشكل واضح. تتضح معالم علاقات الصداقة، إذ يثبت من يبقى بجانب الإنسان من غير مصلحة، ويقف إلى جواره رغم كل الظروف والتحديات.

تُعد أوقات الشدة بمثابة اختبار حقيقي لعلاقات الإنسان، حيث يُقال: “عند الشدائد يُعرف الصديق من العدو”. فهي اللحظة التي تتلألأ فيها معادن العلاقات، وتظهر مدى صدق المحبة والولاء. في تلك اللحظات، يثبت من يُقدّر الصداقة ويعمل على دعم ومساندة صديقه، ويقف معه بدلًا من أن يبتعد أو يتخلى عنه ليحمي نفسه.

إن الوفاء في زمن المحن، يعبر عن أصالة العلاقة، ويعكس المعنى الأعمق للصداقة التي لا تتزع.

وفي المقابل، تظهر هشاشة بعض العلاقات حين تتغير الظروف وتبرز مواقف التحدي. هناك من يختفي ويبتعد، أو يتخلى عن صديقه في أوقات الأزمات، جاعلًا من المصلحة الشخصية معيارًا لصدق العلاقة. وهؤلاء يعكسون سطحية ارتباطهم وضعف تغليفهم غير الصادق، حيث تتلاشى الصورة الجميلة للعلاقات في لحظة الاختبار.

تاريخ الإنسان مليء بالقصص التي تؤكد أن الأصدقاء الحقيقيين لا يتخلون عن أصدقائهم في الشدائد، بل يقفون بجانبهم، يمنحونهم الأمل ويشدون من أزرهم، حتى في أصعب الظروف. يُعدّ هؤلاء الأصدقاء من أنقى الكنوز التي لا تقدر بثمن، نظير استجابتهم الصادقة وتضحياتهم في سبيل من يحبون.

وفي النهاية، تُعد هذه التجارب دروسًا مهمة لكل إنسان، فالصداقة ليست مجرد علاقات اجتماعية عابرة، بل قيمة إنسانية عظيمة تتجلى في أوقات الشدة، وتوضح مدى أصالة الإنسان وعمق معاني الوفاء والمحبة. من يختبر تلك اللحظات ويعرف من هو الصديق الحقيقي، يكون قد أدرك أسمى معاني العلاقات الإنسانية، ووجد فيها سلاحًا منيعًا يعينه على مواجهة الحياة وما تحمله من تقلبات وتحديات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.