التسيير العشوائي بجماعة سيدي بوقنادل يصل إلى الإستهتار بمصلحة التلاميذ

ليلى بهلولي

تعيش جماعة سيدي بوقنادل التابعة لإقليم سلا، حالة من التسيب الإداري وسوء التسيير، حيت أصبح الإستهتار بمصلحة المواطن أمر عادي وجاري به العمل، فبين غياب للضمير الإنساني، والتهاون والتلاعب بالواجب المهني للمنتخبين بالمجلس الجماعي، تتفاقم معاناة الساكنة وتعاقب بسبب تصويتها على أفراد دون كفائات مهنية تشهد، فمع غياب مقومات العيش الكريم، من إنارة عمومية، ومع وجود طرق متدهورة، وعدم تسوية الوضعية العقارية للمنطقة، والذي سبق وأن تطرقنا له، مما أدى إلى توقيف المشاريع التنموية بالمنطقة، والتدهور البيئي، واتنشار الكارثي للكلاب الضالة بالمنطقة، وضعف الخدمات الصحية بالمستشفى المحلي، جاء دور تلاميذ الجدع المشترك بالمنطقة، الذين تفاجؤوا مع بداية الموسم الدراسي الحالي، بقرار منعهم من حقهم في الولوج إلى مؤسستهم، بدون أي سند قانوني، حيث جرى تنقيلهم إلى مؤسسة تعليمية أخرى تبعد عن المنطقة ب4.7 كلم. 

وبحسب مصادر محلية، فقد عقد إجتماع بين أباء وأمهات التلاميذ، الذي صدر في حقهم قرار نقلهم إلى ثانوية أحمد الناصيري بمنطقة الحنشة المتواجدة على بعد 4.7 كلم، عوض دراستهم في ثانوية الحسين السلاوي بسيدي بوقنادل.

وعرف الإجتماع إحتجاج كبير لأولياء أمور التلاميذ، على قرار تحويل أبناءهم من ثانوية الحسين السلاوي، دون أي سند قانوني أو منطقي، ووصف أحد الأباء الإجتماع بأنه “فوضوي ولايتماشى مع التسيير الإدراي المفروض” كما عبر أحدهم أن الإجتماع مثل “سوق أسبوعي تحت الخيام”.

ويقول أحد التلاميذ المتضررين من قرار النقل في رسالة خاصة:

السلام عليكم  ….. المرجو منكم مساعدتنا على إيصال صوتنا نحن ساكنة أبي القنادل بالضبط تلاميذ السنة الجدع المشترك، نعلمكم أننا تعرضنا لظلم وحيف كبير، بعد أن حرمنا من الولوج إلى مؤسسة الحسين السلاوي الثانوية التأهيلية المتواجدة بأبي القنادل منذ عقود، والتي كانت تستقبل التلاميذ الناجحين والمنتقلين من إعدادية الزرقطوني بطريقة مباشرة، باعتبار أن الثانوية هي الوحيدة في المنطقة والمتواجدة في القلب المنطقة.
إذ بنا نتفاجئ هذه السنة، تم استقبال تلاميذ المنحذرين من منطقة المحيط والمنتزه، وهي أحياء حديثة العهد لا تتوفر على ثانوية، ليأخذو بذلك مقاعدنا في المؤسسة، ويرسلوننا نحن الذين لا تبعد الثانوية عنا سوى بأمتار، لمؤسسة في رياض الحنشة تبعد بأربع كيلومتر عن أبي القنادل، نحن رفضنا رفضا قاطعا التسجيل في تلك المؤسسة ونرفض الظلم.

وأكدت مصادر مطلعة، لجريدة “ماب ميديا” أن شركة المفوض لها تدبير النقل المدرسي بالمنطقة، التي جاءت في إطار إتفاقية للموسم الدراسي 2024-2025، والتي حددت ثمن النقل المدرسي في 300 درهم، لكن بدون سابق إنذار تم رفع الثمن إلى 500 درهم خلال  هذه السنة، بدون أي ملحق تعديلي، ولم يتم عرضه على المجالس الجماعية الموقعة على إتفاقية للمناقشة.

وذكر المصدر، أن عدد التلاميذ الذي جرى نقلهم وهم الناجحين من إعدادية الزرقطوني بسيدي بوقنادل، نحو 336 تلميذ وتلميذة، إلى ثانوية أحمد الناصيري، المتواجدة بمنطقة الحنشة، التابعة للجماعة القروية عامر، بالمقابل جرى نقل تلاميذ الجدع المشترك، من منطقتهم جوهرة البحر، ودوار ولاد سبيطة، وحي المنتزه، والمحيط، إلى ثانوية الحسين السلاوي بسيدي بوقنادل، هذا القرار الذي رفضه أولياء أمور التلاميذ.

وتأكد نفس المصادر أن هذا الإجراء غير قانوني، ويعود لسبب واحد فقط، وهو دفع أباء وأمهات التلاميذ لثمن النقل المدرسي وليس لأي سبب أخر.

وفي هذا السياق،  توجه أباء وأولياء أمور تلاميذ الذي جرى نقلهم و حرمانهم من التسجيل بالثانوية التأهيلية الحسين السلاوي بأبي القناديل، بشكاية إلى السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم سلا، قصد التدخل العاجل لإنصاف تلاميذ المنطقة، الذين تعرضوا لضرر كبير خلال هذا الموسم الدراسي بعد حرمانهم من حقهم المشروع في متابعة دراستهم بثانوية الحسين السلاوي بمنطقتهم، والتي كانت تستقبل بشكل مباشر التلاميذ الناجحين والمنتقلين من إعدادية الزرقطوني، وتوجيه تلاميذ الأحياء الحديثة العهد بكل من المحيط، وجوهرة البحر، والمنتزه… إلى ثانوية الحسين السلاوي.

ويضيف أولياء الأمور أن هذا القرارخلف صدمة وإستياء عميقين لدى أبنائهم وللأسر، إذ كيف يعقل أن يحرم أبناء المنطقة، الذين لاتفصلهم عن الثانوية سوى أمتار قليلة، في حين يقبل غيرهم من أحياء بعيدة وحديثة العهد، الأمر الذي وصفوه بالظلم والحيف وغير مقبول، وقدم أولياء أمور إعادة النظر في قرار نقل من خلال:

1. إعادة النظر في القرار نقل التلاميذ المتخد.

2. تمكين التلاميذ أبي القنادل من حقهم الطبيعي والمشروع في متابعة دراستهم بثانوية الحسين السلاوي.

3. ضمان مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ. 

    

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.