احتفال روحي بمناسبة المولد النبوي الشريف في فاس

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

في مركز مدينة فاس العريقة، نظم فضيلة الشيخ دكتور عزيز الكبيطي الإدريسي الحسني، أحد أبرز رموز التصوف في المغرب، احتفالًا مهيبًا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف. توافد على المركز مجموعة من الدكاترة والعلماء المختصين في التصوف والعلوم الشرعية، ليشاركوا في هذه المناسبة المباركة، التي تحمل في طيّاتها أجواء روحية عميقة ومعاني سامية.

شهد الحفل الذي دام لأكثر من يوم، تلاوة القراءات النبوية والأذكار الجماعية، التي امتلأت بها أرجاء المركز، مع أنشطة علمية وطرق صوفية تبرز أصالة التصوف المغربي وعراقته. كما ألقى العلماء الدروس والمحاضرات التي تناولت حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأهمية إحياء ذكره بطريقة تتناغم مع القيم الروحية التي يدعو إليها التصوف، من محبة، وخشوع، ورحمة.

وفي كلمة له خلال الحفل، أكد فضيلة الشيخ الكتورد عزيز الكبيطي على مكانة المولد النبوي في تقوية الروابط الروحية والاجتماعية، موضحًا أن استحضار سيرة النبي يعزز من محبة الله وتقوية الأخلاق، ضمن سياق التصوف الذي يُعلي من قيمة القلب والنية. ودعا الجميع إلى مواصلة إحياء هذا الحدث العظيم بطريقة صوفية أصيلة، تعكس محبة النبي ونشر السلام والمحبة بين المسلمين.

وفي أجواء تتسم بالروحانية والتأمل، عمد المشاركون إلى ترديد الأذكار وأمدوا نفوسهم بنسائم الذكر، في جو من الوحدة والطمأنينة، لقد استطاع هذا الاحتفال أن يجسد مزيجًا بين العلم والروح، بين المظاهر والجوهر، ليعيد إحياء ذكرى المولد على نحو يعكس عمق التصوف المغربي وأصالته.

يعد هذا الحدث خير مثال على التفاعل المستمر بين التراث الصوفي والهوية المغربية، الذي يُرسي مبادئ التسامح، المحبة، والارتقاء بالروح، في موعد مميز يجمع بين العلم والدين، ويحتفل بمولّد خير البرية، رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.