“أطلس” خط بحري جديد لتعزيز التجارة بين المغرب وأوروبا
ماب ميديا
انشر
أعلنت شركة موانئ دبي “DP World” عن إطلاق خط بحري جديد يحمل اسم “أطلس”، في خطوة من شأنها تعزيز الروابط التجارية بين المغرب وأوروبا، والارتقاء بكفاءة وسلاسة تدفق البضائع، مع تركيز واضح على البعد البيئي والاستدامة.
ويهدف الخط الجديد، الذي سيبدأ عملياته بدءاً من نونبر المقبل، إلى ربط مينائي أكادير والدار البيضاء في المغرب، بمينائي “لندن غيتواي” في المملكة المتحدة و”أنتويرب غيتواي” في بلجيكا، وتكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا الخط في كونه يختصر مدة العبور بنحو يومين كاملين مقارنة بنقل البضائع عبر الطرق البرية، التي تقطع مسافة تزيد عن ثلاثة آلاف كيلومتر.
يمثل الخط البحري “أطلس” قفزة نوعية على صعيد خفض البصمة الكربونية للنقل اللوجستي، ومن المتوقع أن يساهم بشكل مباشر في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 70%، وذلك عبر تحويل نحو 150 ألف طن من الخضروات والفواكه سنوياً من النقل البري إلى النقل البحري الأكثر صداقة للبيئة.
ولضمان الجودة وسلاسة الإمداد، تم تجهيز الأسطول التابع للخط بـ 1250 حاوية مبردة و1750 حاوية جافة، وعالية السعة، مما يضمن الحفاظ على الجودة العالية للمنتجات الطازجة خلال رحلتها ووصولها بشكل منظم ومستمر إلى الأسواق الأوروبية.
يأتي إطلاق هذه الخدمة البحرية الجديدة، كحل استباقي للتحديات الكبيرة التي يعاني منها النقل البري بين المغرب وأوروبا، والتي تشمل الازدحام على المنافذ الحدودية، والتأخير في المعابر البحرية، ويسهم “أطلس” في تأمين طريق بديل وموثوق، يعزز من قدرة الصادرات المغربية على الوصول في الوقت المناسب.
يعد هذا المشروع استجابة مباشرة للنمو المتسارع في حجم التبادل التجاري، فالمغرب يصدر حالياً أكثر من 6.5 ملايين طن من الفواكه والخضروات إلى الأسواق الأوروبية، بمعدل نمو مذهل يقارب 20% سنوياً، وتشكل السوق البريطانية وجهة رئيسية، حيث بلغت الواردات البريطانية من المغرب حتى مارس 2025، ما قيمته 2.7 مليار جنيه إسترليني، مسجلة زيادة بنسبة 12.6%.
كما سيتم تشغيل الخط الجديد عبر سفن تابعة لشركة “يونيفيدر” المتخصصة في مجال النقل بالحاويات المبردة، مما يضيف طبقة من الخبرة والتقنية المتطورة لضمان كفاءة الخدمة.
ويعد الخط البحري “أطلس” جسر استراتيجي يعزز الميزة التنافسية للمنتجات المغربية، ويؤكد التزام المغرب وشركائه الدوليين ببناء أنظمة لوجستية مرنة، ومستدامة، وقادرة على مواكبة متطلبات التجارة العالمية المتطورة.