شباب المغرب: بين الطموحات والتحديات، وأمل البناء المستقبلي
بقلم الاستاد محمد عيدني
انشر
يواجه شباب المغرب اليوم العديد من التحديات التي تكشف عن واقع معقد يتداخل فيه الطموح مع الواقع. إذ يسعى الكثير منهم إلى تحقيق أحلامه، سواء كانت مادية، اجتماعية، أو حتى شخصية، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية تفرض عليهم قيودًا قد تعيق مسيرتهم نحو النجاح. في ذات الوقت، يبقى الأمل قائماً في قدرة الأجيال الجديدة على التغيير، إذا توافرت لهم البيئة الملائمة والدعم الكافي.
تكرر عبر العقود مشاهد شباب يرفضون العمل بعيدًا عن أسرهم، ويطمحون إلى الحصول على الأجور الأولى بسرعة، رغم أن واقع سوق العمل في المغرب لا يوفر دائمًا فرصًا مناسبة. هؤلاء الشباب غالبًا ما يعبرون عن صبر محدود، ويجدون في المجتمع نفسه مسببًا مباشرًا لليأس، حيث يلومون الحكومة على ضعف البرامج الداعمة، رغم أن مسؤولية البناء تبدأ من داخلهم، ومن إرادتهم في التغيير.
وفي مقابل ذلك، تتجه بعض الشرائح من الشباب إلى رغبات مراهقة تتسم بالترفيه والترف، حيث يركزون على اقتناء السيارات والدراجات، والمصاحبة، بهدف إثبات الذات والتعويض عن نقص الثقة، دون أن يدركوا أن بناء مستقبلهم يتطلب جهدًا وتطويرًا للذات، وليس الاعتماد على المحيط أو التوقعات الخارجية فقط.
كيف نبني جيلًا قادرًا على التحدي؟
الجواب يكمن في تفعيل مبادرات تعليمية وتكوينية، وخلق فرص عمل حقيقية، وتوفير برامج دعم ترسخ في الشباب قيمة العمل والجد والاجتهاد. فإشعال روح المبادرة، وتحبيب الشباب في العمل والإنتاج، هو الطريق الأنجح لإعادة ثقتهم في قدراتهم، وتهيئتهم لمستقبل يليق بهم وبهذا الوطن.
ختامًا، يبقى شباب المغرب هو رهان الأمة، ومالكة أيديهم القدرة على تغيير ملامح المجتمع، إذا ما توفرت لهم الدوافع والإمكانات اللازمة للنهوض والبناء.