أشرف والي جهة فاس مكناس، صباح يوم الأربعاء 10 شتنبر الجاري، على إعطاء انطلاقة تشغيل 40 حافلة جديدة، كدفعة أولى من عملية تجديد أسطول النقل الحضري بمدينة فاس، في خطوة تستهدف تحسين خدمات التنقل العمومي بالعاصمة العلمية وتخفيف الضغط على الخطوط الحيوية.
وجرت مراسيم الانطلاقة في طابع رسمي وتقني صرف، دون أي مظاهر احتفالية أو تغطية سياسية، في رسالة واضحة من السلطات بأن هذا المشروع يعد حقا للمواطنين، وليس مجالاً للاستغلال الانتخابي أو الحزبي.
وأكدت مصادر مطلعة، أن السيد الوالي شدد خلال المناسبة على الطابع العمومي والوطني للمبادرة، باعتبارها ثمرة مجهود مؤسسات الدولة، وموجهة أساسا لخدمة الساكنة، بعيدا عن أي توظيف سياسي ضيق، ووجه تعليماته الصارمة بمنع تحويل المشروع إلى واجهة للدعاية أو التسويق السياسي، مبرزًا أن تجويد النقل الحضري حق للمواطن وليس منّة من أحد.
وتندرج هذه الدفعة ضمن خطة إصلاح شاملة لقطاع النقل بفاس، الذي عانى لسنوات من أعطاب هيكلية أثرت سلبا على جودة الخدمة المقدمة، سواء من حيث الاكتظاظ أو الأعطاب المتكررة أو ضعف التغطية.
وتهدف الحافلات الجديدة، المجهزة بمعايير تقنية حديثة، إلى تسهيل تنقل الطلبة والموظفين والعمال، وتحسين الربط بين الأحياء والمراكز الحيوية، في انتظار استكمال باقي مراحل التحديث مستقبلاً.
وتعكس هذه الخطوة التوجه الجديد للسلطات الولائية نحو مقاربة تنموية قائمة على الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة، من خلال تخليق الحياة العامة ومنع استغلال المشاريع العمومية ذات الطابع الخدماتي لأغراض سياسية أو انتخابية.
وينتظر أن تساهم هذه الدينامية في إعادة الثقة في المرفق العمومي للنقل الحضري، خصوصا في ظل الاستعدادات لإطلاق المزيد من الحافلات ضمن نفس البرنامج، ما يعزز الرهان على فاس كمدينة ذات خدمات نقل حديثة وآمنة ومستجيبة لتطلعات الساكنة.
