قبل أن تطلب من طفلك أن يتفوق.. تأكد من أنه بخير نفسيًا

ليلى بهلولي

تعتبر الصحة النفسية للطفل حالة شاملة من الرفاهية والإتزان تسمح للطفل بالنمو والإزدهار، وتشمل النمو الجيد في المجال الإجتماعي من خلال القدرة على التفاعل مع محيطه، وحل المشكلات. 

فقد عرفتها “WHO” منظمة الصحة العالمية بحالة من الرفاه التي تمكن الطفل من إدراك قدراته ومواجهة ضغوطات الحياة الطبيعية، والعمل بشكل إيجابي ومثمر، وتشمل التنمية السليمة في جوانب النفسية، الإجتماعية، والعاطفية، والمعرفية، والسلوكية، بما يضمن له النموا المتوازن، والقدرة على بناء علاقات صحية، وتحقيق نجاح دراسي، فماهي أهميتها بالنسبة للطفل؟.

تتجلى أهميتها في تعزيز الثقة بالنفس للطفل، وبناء علاقات قوية مع أقرانه ومجتمعه، والتحصيل الأكاديمي المتميز، وقدرته على التعافي من الأزمات و الصدمات النفسية.

تعتبر الصحة النفسية الجيدة مفتاح النمو الصحي، ولا تقل أهميتها عن الصحة البدنية، فهي الطريقة التي يفكر بها الأطفال، وتتحكم في شعورهم تجاه العالم الخارجي، ونظرتهم لأنفسهم، ولها دور كبير في كيفية تعامل الأطفال مع ضغوط الحياة وتحدياتها، كما أن سلامتها تساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، والسلوكية، التي تنعكس في حياتهم بعد سن الطفولة، فلذلك يجب معرفة أهمية الصحة النفسية للطفل والتأكد من سلامتها.

التمتع بالصحة النفسية الجيدة يعتبر من أهم أسباب النمو الصحي والإتزان لدى جميع الأطفال، وسلامتهم النفسية، فهي ما يحتاجونه لبناء علاقات جيدة مع الآخرين، ويكون لها الدور الأكبر في قدرتهم على التعامل مع التحديات التي تواجههم.

الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الآباء، خصوصًا في ظل الضغوط الاجتماعية والتعليمية والتغيرات السريعة التي يعيشها الجيل الحالي.

إليك أهم 10 نصائح عملية تساعدك في دعم أبنائك نفسيًا وتربيتهم في بيئة صحية ومتوازنة:

1. الاستماع الفعال يجب على الوالدين أن يخصصا وقتا يوميا للإستماع للطفل دون مقاطعة أو أحكام.

2. التعبير عن الحب والدعم دائما و بكلمات بسيطة مثل “أنا فخور بك” أو “أنا أحبك كما أنت” لما لها من أثر كبير على نفسية الطفل.

3. وضع حدود واضحة مع المرونة، فالأطفال يحتاجون لقواعد واضحة ليشعروا بالأمان، لكن دون صرامة مفرطة.

4. تعزيز احترام الذات من خلال تشجيع الطفل على اتخاذ قرارات صغيرة بنفسه، “أعجبتني محاولتك” “أعجبتني تفكيرك في إقتراح حل المشكلة”.

5. يتسنى للوالدين أن يكونوا القدوة الحسنة لأطفالهم فهم يتعلمون من سلوكهم أكثر مما يتعلمون من الكلام.

6. تنظيم الروتين والنوم فنمط الحياة المنتظم يساهم في استقرار نفسي وذهني للطفل.

7. الإبتعاد عن المقارنات تجنب مقارنة طفلك بإخوته أو بأطفال آخرين، فكل طفل له وتيرته، المقارنة تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والشعور الدائم بالفشل.

8. دعم الحياة الإجتماعية شجع طفلك على بناء صداقات صحية، واحرص على مراقبة تأثير الأصدقاء دون تدخل مباشر، ساعدهم على المشاركة في أنشطة جماعية مثل الرياضة، الفن، التطوع…

9. التعامل الصحي مع الأخطاء والفشل قم بتعليم طفلك أن الخطأ فرصة للتعلم، وليس مشكل كبير، كن داعما له عندما يفشل، واسأله: “ماذا تعلمت من هذا؟” بدلًا من لومه.

10. الإنتباه إلى الإشارات التحذيرية راقب طفلك عند ظهور أي تغييرات سلوكية مفاجئة كالعزلة، الغضب الزائد، فقدان الشهية…

الإستثمار في الصحة النفسية للطفل هو استثمار في مستقبله، وفي مستقبل المجتمع ككل، فطفل سليم نفسيًا، هو شاب راشد قادر على الإنتاج، والعطاء.

ليس الهدف أن تكون أب و أم مثاليين، بل أن تكون حاضرًا، متفهمًا، ومحبًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.