العرجات.. مطاعم المشاوي تستهوي الزوار وسط تحديات النظافة والضجيج

بقلم: محمد عيدني

يعتبر فضاء العرجات، الواقع على مشارف الطريق السيار الرابط بين الرباط وفاس، أحد أشهر المحطات التي يقصدها المسافرون وسكان مدينتي سلا والرباط، وكذا العابرون نحو مدن مكناس، الخميسات، تيفلت، تازة وغيرها، المكان اشتهر بكونه محطة أساسية لتناول المشاوي، حيث تنتشر على جانبي الطريق عشرات الدكاكين والجزارات الصغيرة التي تعرض لحومًا طازجة وتستقطب الزبائن برائحة الشواء الزكية التي تملأ الأجواء.

لكن خلف هذه الشهرة التي صنعتها المشاوي، يواجه الفضاء عدداً من الإشكالات التنظيمية والبيئية التي تقلق راحة المواطنين والمارة، على رأسها انتشار الكلاب والقطط الضالة، التي تحوم حول محلات الأكل وتشكل مصدر إزعاج ونفور، بل وتهدد أحياناً بالصحة العامة.

بين التنظيم والفوضى:

رغم أن السلطات المحلية والجماعات الترابية قامت خلال السنوات الماضية بمحاولات لتقنين هذا النشاط عبر بناء دكاكين مرخصة ومهيكلة لأصحاب المهنة، إلا أن الفضاء ظل في نظر الكثيرين غير مؤهل بالشكل المطلوب، فغياب رؤية متكاملة لتأهيل المكان، من حيث النظافة والمراقبة البيطرية وتنظيم حركة المرور، جعل العرجات عنواناً مزدوجاً: الإقبال الكبير من جهة، والانتقادات الحادة من جهة أخرى.

الكلاب والقطط.. “ضيوف غير مرغوب فيهم”:

الحديث مع عدد من مرتادي المكان يكشف عن امتعاض واضح من كثرة الحيوانات الضالة التي تقتحم فضاء الأكل. “نأتي للاستمتاع بمشاوي العرجات، لكننا نصطدم بالقطط التي تقفز بين الأرجل والكلاب التي تحوم حول الطاولات”، يقول أحد الزبائن القادمين من مدينة مكناس. آخرون يرون أن هذا المشهد يتكرر بشكل يومي أمام أعين الجماعة والسلطات دون حلول ملموسة.

الصحة والنظافة.. الملف الغائب:

فضلاً عن الكلاب والقطط، يطرح غياب معايير النظافة الصارمة علامة استفهام كبيرة، خصوصاً أن الحديث يدور عن لحوم يتم استهلاكها مباشرة على عين المكان. فالنفايات المترتبة عن الشواء والذبح وغياب الحاويات الكافية لتجميع الأزبال، كلها عوامل تساهم في خلق بيئة غير صحية. ويرى خبراء أن هذا الوضع قد يتسبب في مخاطر صحية، خاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة وتزداد إمكانية انتشار الروائح والحشرات.

ضرورة التدخل العاجل:

يرى مراقبون أن العرجات يمكن أن تتحول إلى وجهة سياحية-غذائية مميزة لو تم التعامل مع الملف برؤية مندمجة، تشمل: تنظيم البنية التحتية بشكل أفضل.إقرار مراقبة بيطرية دورية، وضع حد لانتشار الحيوانات الضالة، إشراك أصحاب المحلات في برامج النظافة والتأهيل.

فبدل أن تبقى العرجات مجرد “سوق عشوائي للمشاوي”، يمكن أن تصبح علامة جاذبة على غرار محطات الراحة العصرية المنتشرة في عدد من الدول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.