أسر في مواجهة المجهول بعد إزالة السوق النموذجي بالجديدة

عبد الكريم زهير

شهد مقر عمالة إقليم الجديدة، يوم الأربعاء 9 أكتوبر الجاري، وقفة احتجاجية لأعضاء جمعية الكرامة، على خلفية ما اعتبروه “تجاهلاً رسمياً” لمراسلات سابقة وجهت إلى عامل الإقليم، عقب عملية هدم مفاجئة للسوق النموذجي بساحة أحفير، الذي كان يعد من المشاريع المندرجة ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وقالت الجمعية، في بلاغ لها، إن السوق الذي كان يشكل مصدر رزق لأزيد من 16 أسرة، تم هدمه بشكل مفاجئ دون سابق إشعار، ودون احترام الالتزامات التي سبق أن تعهدت بها الجهات المعنية، سواء فيما يخص التعويض أو توفير بدائل تحفظ كرامة المتضررين وتضمن لهم الاستمرار في كسب قوت يومهم.

وعبرت الجمعية عن أسفها لما وصفته بـ”التجاهل المتعمد لمعاناة الأسر المتضررة”، محذرة من تداعيات هذا القرار على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للفئات المستهدفة، خاصة في ظل غياب أي تواصل رسمي يوضح خلفيات القرار أو يعرض حلولا بديلة.

ودعت الجمعية، في البلاغ السلطات المحلية وعلى رأسها عامل الإقليم، إلى التدخل العاجل من أجل:

1- إطلاق آلية استعجالية لتعويض المتضررين مادياً واجتماعياً؛

2- توفير فضاءات بديلة لمزاولة الأنشطة التجارية في ظروف إنسانية تحفظ كرامة الأسر؛

3- مناشدة الهيئات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني للتضامن ومساندة المتضررين والدفاع عن حقهم المشروع في العمل والكرامة.

وحذرت الجمعية من أن هذه الخطوة تأتي في إطار سلسلة من التحركات الاحتجاجية المرتقبة، في حال استمرار ما وصفته بـاللامبالاة الرسمية، مشيرة إلى أن الوضع ينذر باتساع رقعة الاحتقان الاجتماعي، في وقت يعيش فيه المتضررون ظروفاً اقتصادية صعبة، زادت حدتها بعد فقدانهم لمورد رزقهم الوحيد.

وتفتح هذه القضية الباب أمام تساؤلات ملحة حول مدى التزام الجهات المعنية بأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يُفترض أن تعنى بتمكين الفئات الهشة وتحسين ظروف عيشها، فمع غياب أي توضيحات رسمية، تبقى الصورة ضبابية، ويظل مصير عشرات الأسر معلقًا بين الوعود المؤجلة وواقع التهميش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.