عرف المغرب خلال هذا الأسبوع تطورات اجتماعية متلاحقة، طبعتها فاجعة إنسانية بمدينة فاس، إلى جانب استمرار الضغوط الاقتصادية وتنامي الاحتقان في عدد من القطاعات الحيوية، ما عمّق شعور القلق لدى فئات واسعة من المواطنين.
فاجعة فاس تعيد ملف البنايات الآيلة للسقوط إلى الواجهة
شكّل انهيار عمارتين سكنيتين بإحدى الأحياء القديمة بمدينة فاس الحدث الأبرز خلال الأسبوع، بعدما خلّف ضحايا وجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال.
الحادثة أثارت موجة استياء واسعة، خاصة مع تأكيد السكان أن العمارتين كانتا مهددتين بالسقوط منذ سنوات، دون أن تُتخذ إجراءات وقائية كافية.
السلطات المحلية أعلنت فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، مع الشروع في إجراءات لإعادة إيواء الأسر المتضررة، فيما طالب فاعلون مدنيون بتسريع معالجة ملف البنايات الآيلة للسقوط وربط المسؤولية بالمحاسبة.
غلاء المعيشة يضغط على القدرة الشرائية
بالتوازي مع ذلك، واصل ارتفاع أسعار المواد الأساسية إثقال كاهل الأسر المغربية، وسط شكاوى متزايدة من ضعف المراقبة على الأسواق.
ورغم تأكيد الحكومة أنها تتابع الوضع، يرى متابعون أن وتيرة الغلاء تفوق الإجراءات المتخذة، ما يطرح تحديات اجتماعية حقيقية، خصوصًا بالنسبة للفئات الهشة.
قطاع الصحة تحت الضغط
شهدت المستشفيات العمومية، خاصة أقسام المستعجلات، اكتظاظًا ملحوظًا خلال هذا الأسبوع، في ظل نقص الموارد البشرية والمعدات الطبية.
أطر صحية عبّرت عن تذمرها من ضغط العمل، ونُظمت احتجاجات رمزية للمطالبة بتحسين ظروف الاشتغال وتسريع إصلاح المنظومة الصحية.
التعليم والبرد القارس في المناطق القروية
مع موجة البرد، برزت من جديد معاناة التلاميذ في المدارس القروية والجبلية، بسبب غياب التدفئة وضعف البنية التحتية.
في المقابل، أطلقت فعاليات مدنية مبادرات تضامنية لتوفير الأغطية والملابس، فيما عاد النقاش حول ضرورة تأهيل المؤسسات التعليمية بالمناطق النائية.
مدونة الأسرة تعود إلى النقاش العمومي
على مستوى القضايا المجتمعية، عاد ملف إصلاح مدونة الأسرة إلى واجهة النقاش، مع مطالب بمراجعة قوانين النفقة والحضانة وتعدد الزوجات.
جمعيات نسائية شددت على ضرورة إشراك النساء بشكل فعلي في صياغة التعديلات المرتقبة، بما يضمن العدالة داخل الأسرة.
تضامن رقمي وتفاعل مجتمعي
عرف الفضاء الرقمي المغربي تفاعلاً واسعًا، سواء عبر حملات التضامن مع ضحايا فاجعة فاس، أو من خلال عودة وسم #أوقفوا_العنف_ضد_النساء بعد تسجيل قضايا أسرية جديدة، ما يعكس تصاعد الوعي المجتمعي والدور المتنامي للإعلام الرقمي.
مشهد اجتماعي مفتوح على أسئلة كبرى
يُظهر المشهد الاجتماعي لهذا الأسبوع مغربًا يعيش على وقع قلق اجتماعي متزايد، في ظل تداخل الأزمات الاقتصادية والخدماتية، مقابل حضور لافت للتضامن الشعبي.
وهو واقع يضع صناع القرار أمام تحدي تقديم حلول بنيوية تتجاوز التدبير الظرفي، وتستجيب لمطالب العدالة الاجتماعية والأمن الإنساني.