حامي الدين: حزب العدالة والتنمية بين أزمة هويته وتحديات المستقبل السياسي

أكد عبد العالي حامي الدين أن تجربة حزب العدالة والتنمية المغربية تتجاوز مجرد تحليل خيارات قياداته أو تحولات خطاباته، فهي تعكس تحديات أعمق تتعلق بطبيعة الفعل الحزبي ضمن نظام يسمح بالتعددية لكنه يحدد مآلاتها.

وأشار إلى أن هزيمة الحزب في انتخابات 2021 لم تكن مجرد نتيجة تنازلات سياسية أو هندسة انتخابية، بل ارتبطت بأربعة عوامل رئيسية: أزمة التمثيلية داخل المجتمع، نهاية رصيد الموجة الإصلاحية بعد الربيع العربي، اختلال العلاقة مع حركة التوحيد والإصلاح، وتصاعد الانقسامات داخل القيادة، خصوصًا بين سعد الدين العثماني وعبد الإله بنكيران.

كما أوضح أن العودة الحالية لخطاب الهوية الإسلامية تهدف لإعادة توحيد قواعد الحزب واستعادة جمهور المحافظين، وليست مجرد مناورة انتخابية. واستثمر الحزب خبرته السابقة لمراقبة الحكومة الحالية، وانتقاد تجاوزات تضارب المصالح والصفقات العمومية، ما مكّنه من التموقع كأول حزب معارض رغم قلة عدد نوابه.

وختم حامي الدين بالتأكيد على أن مستقبل الحزب لا يتوقف على دينامياته الداخلية فقط، بل يتأثر بالبيئة السياسية العامة التي تحد من قدرة الأحزاب على تحقيق مفاجآت انتخابية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.