لماذا تحتاج أوروبا إلى تركيا الآن؟
شهدت العلاقات الأوروبية التركية تحولًا كبيرًا منذ توقيع صفقة شراء 20 مقاتلة “يوروفايتر تايفون” من بريطانيا لأنقرة في أكتوبر 2025، بقيمة نحو 11 مليار دولار، مما يعكس إدراك أوروبا لأهمية تركيا الإستراتيجية.
موقع جيوسياسي وقوة عسكرية
تركيا تمتلك ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة، وتلعب دورًا محوريًا في البحر المتوسط، الشرق الأوسط، والبحر الأسود. كما تزود حلف الناتو وأوكرانيا بنحو 67% من المعلومات الاستخباراتية البحرية، مع قدرة على الموازنة بين دعم أوكرانيا والحفاظ على علاقاتها مع روسيا.
صناعة دفاعية متقدمة
حققت تركيا تقدمًا في تصنيع المقاتلات المسيّرة والمشاريع المحلية مثل مقاتلة الجيل الخامس “كآن”، ما جعلها شريكًا صناعيًا مهمًا لأوروبا لسد الثغرات الدفاعية وتقليل الاعتماد على الموردين التقليديين.
الاقتصاد وأمن الطاقة
حجم التجارة بين تركيا والاتحاد الأوروبي تجاوز 210 مليارات يورو في 2024، بينما تسيطر تركيا على ممرات الغاز الحيوية، ما يجعلها شريكًا لا غنى عنه في تأمين الطاقة وتنويع مصادرها الأوروبية.
الانقسام الأوروبي
بينما ترى دول مثل بولندا، إيطاليا، وإسبانيا في تركيا شريكًا حيويًا، تظل فرنسا واليونان متحفظتين بسبب منافستها الجيوسياسية وخلافاتها التاريخية.
ختاما، تركيا اليوم ليست مجرد شريك دبلوماسي، بل قلب الأمن الأوروبي الصناعي والعسكري والاقتصادي، ما يجعل التعاون معها ضرورة إستراتيجية للاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى.