شهد الطريق السيار الرابط بين الرباط وفاس، على مستوى محيط مدينة مكناس، حادثًا خطيرًا بعدما ظهر كلب فجأة وسط الممرات السريعة، في واقعة كادت أن تتسبب في سلسلة اصطدامات لولا يقظة السائقين ولطف الله.
هذا الحادث أعاد طرح سؤال جوهري: من المسؤول عن حماية مستعملي الطرق المؤدّى عنها؟
واقعة تكشف هشاشة السلامة
تسلّل حيوان إلى فضاء طريق سيار ليس حادثًا عاديًا، بل إخلال واضح بمعايير السلامة. فالسائقون يدفعون مقابل استعمال بنية يفترض أن تكون مؤمنة بالكامل، ومعزولة بسياجات تمنع أي اختراق.
وجود كلب داخل المسار يكشف احتمال وجود:
ثغرة في السياج.
غياب للمراقبة.
أو ضعف في التدخل السريع.
وكلها عوامل خطيرة كان يمكن أن تتحول إلى كارثة.
شركة الطرق السيارة… مسؤولية منصوص عليها قانونيًا
دفاتر التحملات تُلزم شركة “الطرق السيارة للمغرب” بضمان:
صيانة السياجات المحيطة.
مراقبة المسارات 24/24.
التدخل السريع عند ظهور أي خطر.
حماية المستعملين من كل الأخطار المحتملة.
وبالتالي، فإن أي تسلّل لحيوانات إلى الطريق يدخل في إطار مسؤولية الشركة عن السلامة داخل مرفق مؤدّى عنه.
دور السلطات المحلية والجماعات
كما تتحمل الجماعات المحلية جزءًا من المسؤولية في محاربة:
انتشار الكلاب المتشردة.
التجوال غير المنضبط للحيوانات بالقرب من الطرق السيارة.
فالخطر يبدأ خارج الطريق لكنه ينتهي داخل الممرات السريعة.
ماذا لو وقع حادث؟
في حال وقوع اصطدام أو أضرار جسدية أو مادية، يحق للسائقين:
تحرير محضر لدى الدرك الملكي.
المطالبة بالتحقيق في وضع السياج.
التوجّه إلى الشركة بطلب تعويض، استنادًا إلى “مسؤولية المستغل عن سلامة المرفق”.
القانون يمنح المتضرّرين حق طلب إنصافهم إن ثبت وجود تقصير في الصيانة أو الحماية.
جرس إنذار قبل الفاجعة
حادث مكناس يجب أن يكون رسالة واضحة:
السلامة داخل الطرق السيارة تحتاج تدخّلًا عاجلًا.
فالمطلوب اليوم:
فحص شامل للسياجات.
مراقبة دائمة للنقاط السوداء.
تحسين جاهزية التدخّلز
وضع آليات تمنع الحيوانات من الوصول إلى الطريق.
أرواح المواطنين أمانة، وأي تهاون في حماية هذا الفضاء الحيوي قد يحوّل خطأ صغيرًا إلى مأساة وطنية.