“المعدلات المرتفعة” وارتفاع نسبة التلاميذ الناجحين.
على غرار السنوات الفارطة، أثارت نتائج امتحانات الباكالوريا التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي نقاشا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، انصبّ بالأساس حول “المعدلات المرتفعة” وارتفاع نسبة التلاميذ الناجحين.
وبلغت نسبة النجاح في الدورة العادية للامتحان الوطني لنيل شهادة الباكالوريا لهذه السنة، حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية، 66.73 في المائة؛ وهي نسبة طرح أمامها متتبعون للشأن التعليمي علامات استفهام.
في تعليقه على الموضوع، توقف الخبير التربوي منير جوري عند المفارقة التي يطرحها ارتفاع نسبة الناجحين في الباكالوريا، في الوقت الذي تعاني فيه المنظومة التربوية من اختلالات كبيرة تشهد بها الجهات الرسمية نفسها.
وكتب جوري أن وصول نسبة النجاح في البكالوريا إلى أزيد من 66 في المائة، مع احتمال تجاوزها لـ70 في المائة بعد الدورة الاستدراكية، يعكس أن هناك خللا ما.
وانطلاقا من تحليله، سجل الخبير التربوي ذاته أن نسبة النجاح المرتفعة تعكس إما أن المنظومة التربوية في المغرب بخير وأن التقارير التي تتحدث عن فشل التعليم خاطئة، وإما أن أداة التقويم كانت مختلة وغير ناجعة في قياس المستوى الحقيقي للتحصيل الدراسي للتلاميذ، وإما أن ظروف إجراء الامتحانات لم تستوف شرط المصداقية والشفافية التي تشكل أساس مصداقية النتائج.
وتمكن 231 ألفا و132 مترشحة ومترشحا من اجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا دورة يونيو 2022، من مجموع 557 ألفا و864 مترشحة ومترشحا، وسُجلت أعلى نسب النجاح لدى الإناث بـ70.7 في المائة، وفق الأرقام الرسمية.
وتوزعت تفسيرات ارتفاع نسبة النجاح في الباكالوريا والنقط المرتفعة بين “النفخ في النقط” و”عدم التشدد في المراقبة” و”سهولة” نظام الامتحانات المتبع حاليا مقارنة مع النظام السابق.
وتنبع “الشكوك” المحيطة بارتفاع نسبة النجاح في الباكالوريا من تأكيد عدد من التقارير الوطنية والدولية تواضع مستوى التلاميذ المغاربة، الذين احتلوا مراتب متدنية جدا في تصنيف “تيمس” أو في مؤشر “Pisa”.
وكان شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أقر بضعف التحصيل الدراسي لدى التلاميذ المغاربة؛ فقد كشف، خلال تقديم مشروع ميزانية وزارته للسنة الجارية في مجلس النواب، أن 70 في المائة من التلاميذ يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة والرياضيات.