أوراش ومشاريع تربوية منجزة وأخرى في طور الانتظار لتحقيق رهان القطع النهائي مع إشكالية الاكتظاظ

المضيق-خولاني عبد القادر

في إطار تنزيل خريطة الطريق، التي وضعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تجسيدا للبناء المشترك لنموذج مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، تماشيا مع خريطة الطريق التي ترتكز على ثلاثة أقطاب رئيسية، التلميذ(ة) والأستاذ(ة) والمؤسسة التعليمية، محددة ثلاثة أهداف رئيسية لإصلاح المدرسة العمومية، تركز على التعلمات الأساس والأنشطة الموازية والحد من الهدر المدرسي، مع توفير فضاءات آمنة وملائمة للاستقبال يسودها روح التعاون بين كل الفاعلين والمتدخلين في العملية التعليمية التربوية، وكذا مدرسين متمكنين يحظون بالتقدير والاحترام، ملتزمين بنجاح وتفوق تلاميذهم الذين هم جيل المستقبل وأساس ازدهار وإنماء وتطور الوطن.

وفي هذا الإطار، عملت المديرية الإقليمية المضيق الفنيدق على تنفيذ برنامج عمل الوزارة الوصية في مجال البناء والتجهيز و التكوين المستمر بهدف تجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية، والرفع من القدرات المهنية لفائدة الأساتذة وأطر الإدارة التربوية، من خلال دورات تكوينية لفائدة مختلف العاملين بالمؤسسات العمومية، انطلاقا من تكوين أطر التوجيه العاملين بالقطاعات المدرسية حول إعمال “الإطار المرجعي للمواكبة التخصصية للمشروع الشخصي للمتعلم”، ودورات تكوينية لتقوية قدرات الجمعيات الشريكة في مجال التربية غير النظامية، وتأمين التمدرس الاستدراكي والرفع من نجاعة التربية غير النظامية، وفي شأن “التخطيط البيداغوجي والديداكتيكي”، لفائدة المنشطون التربويون ومكونو التأهيل المهني بمراكز الفرصة الثانية، ودورة في تجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية-التكوين المستمر، ودورة تكوينية لتطوير منظومة منصفة وناجعة للدعم الاجتماعي، ودورة تهم الرفع من القدرات المهنية لفائدة أطر الإدارة التربوية وأطر التسيير المادي والمالي، وأخرى في  مصوغة “دليل تدبير المطعمة” و غيرها ، فضلا على أن المديرية الإقليمية عملت على تنفيذا البرنامج السنوي في مجال الرياضة المدرسية ، الذي نظمته الوزارة الوصية، بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة وبتنسيق مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بمختلف جهات المملكة، تهم تظاهرات البطولة الوطنية المدرسية لكرة السلة ذكور و إناث، ورياضة التميز في كرة القدم وفعاليات البطولة الجهوية لكرة الطائرة التي احتضنتها المديرية الإقليمية طنجة أصيلة.

وتميزت هذه التظاهرات بمشاركة كل الفرق المتأهلة عن البطولات الإقليمية على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة. هذه التظاهرات التي أقيمت تحت شعار ” التلميذة والتلميذ في صلب الارتقاء بالرياضة المدرسية ” وشكلت فرصة للتلاميذ المشاركين باختلاف ثقافاتهم ومجالهم الجغرافي، للتعارف فيما بينهم، وكلهم استعداد لإبراز مؤهلاتهم وقدراتهم للفوز في هذه التظاهرة الرياضية، و حصلت بذلك المديرية على نتائج متقدمة ومشرفة على المستوى الوطني و الجهوي.

وفي تصريح للجريدة، قال السيد سعيد بودرا أن المديرية الإقليمية عزمت كل العزم على الاعتناء بفضاءات المؤسسات التعليمية وإنجاز مشاريع تهم بناء حجرات دراسية و توسيع و تجهيز مؤسسات تعليمية كانت تعاني الاكتظاظ، و ذلك من خلال إحداث 4 حجرات دراسية بفضاء مدرسة عبد الله إبراهيم التي تعاني الاكتظاظ في الموسم الدراسي الحالي 2022 /2023 ، كما انطلقت عدد من الورشات تهم أشغال بناء مدرسة للا سكينة بجماعة مرتيل حي الديزا، وذلك لمعالجة إشكالية ضعف البنيات التحتية التربوية بالحي المذكور وتوسيع العرض التربوي بالسلك الابتدائي والأولي كمرحلة أولى للرفع من مستوى العرض المدرسي وتجويده بالشكل الذي يليق بساكنة الحي ويسمح لأبنائهم في الاستفادة من حقهم في التعلم في أفضل الظروف.

كما تم إطلاق مشروع توسيع فضاءات مدرسة ابن باجة بجماعة الفنيدق، عبر إضافة 6 حجرات دراسية من الجيل الجديد وبمواصفات هندسية متطورة، الأمر الذي سيمكن من تحقيق رهان القطع النهائي مع إشكالية الاكتظاظ داخل الحجرات الدراسية خاصة في جماعة الفنيدق ومرتيل التي تعرف نموا سكانيا سريعا، يفرض مواكبته بتوسيع العرض المدرسي بمختلف احياء الجماعتين، العملية التي تدخل في إطار الدينامية الإصلاحية المستمرة التي تنهجها المديرية الإقليمية المضيق الفنيدق على مستوى تطوير بنياتها التحتية التربوية والإدارية، وذلك بغية بلوغ مستوى عال من جودة ظروف الاستقبال.

كما سيتم خلال الموسم المقبل 2023/2024 بناء مدرسة جديدة نموذجية، قرب مدرسة بن باجة، فضلا عن توفر المديرية الإقليمية على مشروع جاهز لإعادة تأهيل شامل للأجنحة التربوية والإدارية القديمة بمدرسة ابن باجة، إضافة إلى إنشاء فضاءات جديدة داخل هذه المدرسة تواكب حاجيات التلاميذ وأساتذتهم في تحقيق عملية تعليمية تعلمية تحقق مبدأ الجودة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

كما ستعرف النور ثانوية تأهيلية جديدة على مستوى تراب الجماعة القروية العليين، وهي المؤسسة التي تم اختيار موقعها بشكل دقيق بمحاذاة المدرسة الجماعاتية بالعليين، والتي تتوفر على قسم داخلي بطاقة استيعابية 80 تلميذة وتلميذ، ويوفر خدمات الاطعام ل 250 من التلاميذ الممنوحين، ومرافق متنوعة، الأمر الذي سيمكن من استغلال هذا الفضاء لاستقبال التلاميذ المتمدرسين بالثانوي التأهيلي، مع العمل على توفير النقل المدرسي للتلاميذ القاطنين في مناطق متوسطة البعد عن المؤسسة، عوض التفكير في بناء منشأة جديدة تكلف ميزانية كبيرة يمكن استغلالها في بناء مؤسسات أخرى في مناطق تعرف خصاصا على مستوى البنيات التحتية التربوية، وهي سياسة هدفها تفعيل المفهوم الحقيقي لترشيد النفقات والحكامة الجيدة.

وتضم هذه المؤسسات الجديدة، التي انطلقت أشغال بنائها، مرافق تربوية وإدارية بمواصفات حديثة، حيث تضم حجرات ومكتبة وقاعة متعددة الاختصاصات، إضافة إلى قاعات متخصصة علمية ومرافق صحية واخرى خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة الى جناح إداري وسكنيات وظيفية، وملاعب رياضية، كما يتم العمل على توفير خدمات النقل المدرسي والكتب المدرسية بالإضافة إلى المنح الدراسية لأكبر عدد من التلاميذ من أجل التنزيل الحقيقي لمبدأ الحق في التعلم وتكافؤ الفرص خاصة في المجال القروي.

هذه المشاريع التربوية المنجزة و التي هي في طور الإنجاز بمختلف جماعات عمالة المضيق الفنيدق، يؤكد الدكتور سعيد بودرا المدير الإقليمي أنه لم يكن لتجسد على أرض الواقع هذه النتائج دون التدخل الإيجابي والفعال للسيد ياسين جاري عامل صاحب الجلالة على عمالة المضيق الفنيدق وحضوره الدائم في كافة مراحل الاعداد والتخطيط لأي مشروع، بالإضافة إلى الدعم اللامشروط من السيد محمد عواج مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لإنجاز هذه المشاريع، التي تدخل في إطار استراتيجية الحكومة والوزارة ومن خلالهم الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين و المديريات الإقليمية بتوفير مؤسسات توفر ظروف استقبال حسنة ومجهزة وتستعمل الوسائل الرقمية، وإدارة تربوية تتوفر على مؤهلات قيادة المؤسسة للارتقاء بجودتها وتنمية روح التعاون بين كل الفاعلين بها من أجل إرساء جو آمن، والقيام بأنشطة موازية ورياضية تمكن التلميذات والتلاميذ من التفتح وتحقيق ذواتهم، كم أنه  كانت هناك متابعة ميدانية من طرف المديرية الإقليمية لكل الاحتفالات الوطنية و الأنشطة و الدعم المدرسي.

وهي تدخلات جاءت لترسم معالم مدرسة عمومية ذات جودة ترقى إلى طموحات وانتظارات المجتمع المغربي، مدرسة ضامنة لجودة التعلمات متمكنة من إكساب الأطفال المعارف والكفايات والمهارات الضرورية التي تخول لهم النجاح في مسارهم الدراسي والمهني، وتعزز تفتحهم ومواطنتهم وتنمي قيمهم الوطنية والكونية وحسهم المواطن وحبهم للاستطلاع وثقتهم في أنفسهم، وتحقيق إلزامية تعليمهم وتضمن تكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ من خلال مسار تعليمي إجباري إلى غاية السن 16، كيفما كان الوسط الاجتماعي والمجالي الذي ينحدرون منه.

مضيفا الدكتور سعيد بودرا، أن خارطة الطريق 2026-2022 تشكل فرصة سانحة لبلورة التعليمات الملكية السامية على أرض الواقع وإعادة بناء ثقة المواطنات والمواطنين في المدرسة العمومية ومنعطفا في قيادة الإصلاح والقدرة على تدبير الانتظارات ودينامية جديدة للبناء المشترك، يغديها انخراط الجميع لتفعيل الالتزامات الاثني عشر وضمان النجاح للمنظور الاستراتيجي للإصلاح التي تتطلب توفير ثلاثة شروط أساسية تتمثل في إرساء حكامة تعتمد على بنيات مناسبة لقياس الجودة وحفز مسؤولية الفاعلين والتزامهم بانخراطهم المسؤول لإنجاح الإصلاح وتأمين الموارد المالية اللازمة.

كما أن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تعمل جاهدة على تحقيق التزام الوزارة الوصية المتمثل في تحقيق تعليم أولي ذي جودة ومعمم، مع توفير مقررات وكتب مدرسية تركز على اكتساب الكفايات والتعلمات الأساس والتحكم في اللغات، وتتبع ومواكبة فردية للتلميذات والتلاميذ لتجاوز صعوبات التعلم وتوجيههم نحو مسارات دراسية تتلاءم مع مؤهلاتهم للرفع من فرص نجاحهم وتوفير دعم اجتماعي معزز من أجل تحقيق تكافؤ الفرص بين كل التلاميذ والتلميذات، وتحقيق مدرسة عمومية ذات جودة للجميع وفق ما يصبو إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.