الفنيدق-خولاني عبد القادر
يروج بحدة بأن مافيا الإتجار الدولي في المخدرات القوية خاصة منها المتمركزة بالشمال، أصبحت تبحث عن وسائل جهنمية وطرق احتيالية جديدة لترويج المخدرات في صفوف الشباب لإدخالهم عالم الفساد والإدمان، هذا بعد عجزها تماما في جعل المؤسسات التعليمية سوق واسع لبيعها وذلك بفعل يقظة المصالحة الأمنية التي تمكنت من إحباط العديد من محاولات إغراقها بالمخدرات.
وبعد فشلهم الذريع، قامت مافيا السموم البيضاء بوضع خطة أولية ماكرة تقوم على أساس استخدام أشخاص مدمنين على المخدرات، مستغلين فقرهم و طموحهم و ضعفهم الهش من أجل أن يقوموا باستدراج الشباب المراهق والتغرير به ودفعه لتعاطي المخدرات القوية و المؤثرات العقلية التي تدخل عن طريق الجزائر “القرقوبي” المعروف بمخدر الفقراء أو مخدر العنف، وحبوب أخرى يتم تهريبها عبر المعابر الحدودية أو نقلها بواسطة الطائرات المسيرة “الدرون” التي عادة ما تنطلق من مدينة سبتة المحتلة في اتجاه ضواحي الفنيدق وهي محملة بالأقراص طبية مهلوسة وأحيانا يتم جلب الكوكايين، و الأمثلة كثيرة و متعددة، وبعد دخول المغرر بهم مستنقع الإدمان يتم في مرحلة ثانية السيطرة عليهم و استخدامهم من أجل ترويج المخدرات على أساس توسيع قاعدة المدمنين، وخلق سوق واسع لترويج هذه المواد السامة.
هذا الفعل الإجرامي الخطير ينجح بفعل صعوبة المسالك الطرقية بقرية بليونش السياحية التي تقع على بعد 7 كيلومترات من مدينة سبتة المحتلة بعمالة المضيق الفنيدق، بجعلها قاعدة أو بالأحرى محطة أساسية لمافيا تهريب الدولي للمخدرات خاصة منها الحبوب الطبية المهلوسة “إيكستاسي” الآتية من الخارج.
ووفق مصادر عليمة، أنه رغم انتشار مختلف الأجهزة الأمنية على طول ساحل بليونش، التي تمكنت من إجهاض العديد من عمليات التهريب الدولي للمخدرات بكل أنواعه وأصنافها، مازالت هذه الآفة تغزو المنطقة من خلال منافد أعدت بإحكام على الشاطئ لتفريغ المخدرات التي يتم استلامها إما عن طريق مراكب مخصصة لذلك أو تنقل عبر درجات مائية “الجيت سكي” وأحيان يتم تحديد بدقة أماكن استلامها بمياه البحر…
مما يتطلب تمشيط المنطقة من طرف الدرك الملكي لجعل المنطقة آمنة بدعم ومساندة من مختلف الأجهزة الأمنية، وفرض مراقبة شاملة ومشددة على طول الساحل، من أجل إغلاق النقط السوداء ومراقبة التحركات المشبوهة لوقف استمرار نشاط هذه العصابات الإجرامية التي تطمح إلى إغراق المنطقة والجهة بالمخدرات القوية وجعل جماعة بليونش قاعدة خلفية لها …
وقد سبق أن نبهت من قبل العديد من الجرائد والمواقع الإلكترونية المحلية والجهوية لخطورة إدخال الأقراص المهلوسة إلى المنطقة مطالبة بوضع حد لهذه العصابات الإجرامية الموصوفة بالخطيرة قبل أن يصعب وقفها مستقبلا …