أخبار عاجلة
    prev next

    المضيق الفنيدق: الوضع الصحي يتطلب جرأة وإرادة حقيقية للنهوض بقطاع الصحة

    مصحة النهار بمرتيل تتطلب دعما بالتجهيزات والموارد البشرية ...‎‎

    المضيق الفنيدق-خولاني عبد القادر

     

    باعتبار القطاع الصحي مرفقا عموميا ذا أهمية بالغة في تنمية المجتمع تنمية صحية وسليمة، ومن المفروض أن يؤدي دوره في تمكين المواطنين من الخدمات الصحية، وهذا لن يتأتى إلا بعد أن تعمل وزارة الصحة والمديريات الإقليمية والجهوية للصحة على تقريب الخدمات الصحية لجميع المواطنين على مستوى الوقائي والاستشفائي.

     

    وتفعيلا لهذا المنظور أعطى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، يوم 6 يوليوز 2022، الانطلاقة الفعلية لعمل مصحة النهاري بمرتيل، لتعزيز الوضع الصحي بالمدينة، مع تأكيده على ضرورة توفير مختلف الخدمات وتقريبها من المواطنات والمواطنين.

    وجاء تشييد هذا المركز الصحي في إطار استراتيجية تأهيل جيل جديد من مؤسسات الرعاية الصحية الأولية باعتبارها الوجهة الأولى في مسار العلاجات واللبنة الرئيسية لتنفيذ سياسة القرب التي تعتمدها الوزارة الوصية، في إطار الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتنفيذا لتعليماته السامية المتعلقة بإعادة النظر في المنظومة الصحية الوطنية حتى تكون في مستوى تنزيل ورش التغطية الصحية الشاملة، تماشيا مع سياسة تشييد وإعادة تأهيل المؤسسات الصحية العمومية.

     

    وفي هذا الإطار جاء تشييد مصحة النهاري، بطاقة استيعابية قدرها 34 سريرا، وبكلفة إجمالية قدرها 89 مليون درهم، تتكون من وحدات خاصة بالفحوصات الخارجية بطاقة 09 أسرة، وتشمل وحدة لأخذ العينات، وأخرى للفحوصات الطبية المتخصصة، ووحدة للترويض، ووحدة للكشوفات الوظيفية، ووحدة للاستشفاء ، ووحدات طبية تقنية بطاقة 25 سريرا، ومصلحة الأشعة، وأخرى للتحاليل الطبية، ووحدة تقنية للولادة، ومركبا جراحيا، ومصلحة للإنعاش، بالإضافة إلى وحدة للتعقيم.

    كما تضم مصلحة المستعجلات التي يتجلى دورها في استقبال ورعاية المرضى ذوي الحالات الحرجة، وكذلك الجرحى الذين يلجون المصحة بأنفسهم أو الذين يتم نقلهم إلى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف، توجد بها صيدلية ومطبخ ومصبنة ومستودع للأموات ومكاتب إدارية عالية الجودة، هذا حسب التصميم و المنظور المستقبلي لهذا المركز …

     

    والملاحظ أن افتتاح مستشفى النهاري كان غير محسوب العواقب وذلك رغم علم المسؤولين محليا وإقليميا وجهويا بالنقص المهول في الأطر الصحية، حيث يسجل خصاصا حادا في الأطر الطبية خاصة الأطباء العامون بشكل يهدد سيرورة المرفق الصحي بالشلل في ظل الضغط اليومي المتزايد على هذه المنشأة الصحية، وكذا الأطر التمريضية والتقنية في ظل ساكنة قارة تقدر بحوالي 70 ألف نسمة، وفي ظل عدم توفر الاستشفاء وغياب الاختصاصات الطبية وتعطل افتتاح المركب الجراحي ومجموعة من الخدمات الصحية المتخصصة، مما سيضطر معه المريض إلى التنقل والبحث عن العلاج بمدن أخرى أو بمصحات خاصة، وعادة ما يؤدي هذا الفعل إلى فتح جبهة صراعات واصطدام المريض مع الأطر الصحية…

     

    البقالي عبد النور الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بعمالة المضيق الفنيدق وسؤاله حول مصحة النهار بمرتيل، نوه بهذا المشروع الصحي الهام حيث اعتبره دعامة أساسية للعرض الصحي بعمالة المضيق الفنيدق والجهة بصفة عامة.

     

    مبرزا “نعمل كأطر صحية بصفة مستمرة ومتضامنة في سبيل إنجاح هذا الورش الصحي الهام الذي يدخل ضمن تنفيذ الرؤية السامية لصاحب الجلالة لإصلاح المنظومة الصحية وتعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، رغم مجموعة من الاكراهات البنيوية، وبصمنا على بداية ناجحة تتجسد في تقديم رزمة من الخدمات الصحية النوعية وذلك بتظافر جهود الأطر الصحية العاملة بالمصحة بنفس وطني ومهني تترجمه الأرقام والإحصائيات وانطباعات الساكنة”.

     

    مشددا نفس المصدر على أن نجاح هذا الورش الصحي رهين بضرورة مواكبة هذا العمل بتدعيم الموارد البشرية وتوفير شروط العمل والحفاظ على استقراريه الأطر الصحية ومكتسباتها وإرادة تدبيرية محليا إقليميا وجهويا، ودعم اليات التنسيق الصحي والإداري مع مختلف المؤسسات ذات الاهتمام المشترك، مطالبا بضرورة تجاوب الإدارة الإقليمية والجهوية مع انشغالات الأطر الصحية ومطالبها.

     

    فقد كان من المفروض على وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الوفاء بالتزاماتها والعمل على تجهيز هذه المصحة وكل المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي بالمضيق بالتجهيزات الضرورية وتزويدهم بالأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، وتوفير الموارد البشرية الضرورية للسهر على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة، التي يجب أن تشمل، الفحوصات الطبية العامة والتخصصات والعلاجات التمريضية.

    إضافة إلى تتبع صحة الأم والطفل والمصابين بأمراض مزمنة لاسيما داء السكري وارتفاع ضغط الدم، وتجهيزهم بوسائل ومعدات تقنية حديثة، يأتي على رأسها نظام معلوماتي يعمل على تسجيل البيانات الرقمية الخاصة بالمرتفقين مما يخول للمريض الحصول على رقم استدلالي ييسر له عملية الولوج إلى جميع المنشآت الصحية الأخرى، إذا دعت الضرورة، سواء كانت جهوية أو جامعية.

     

    فضلا عن تعزيزها بموارد بشرية مؤهلة حتى تتمكن من السهر على تقديم مختلف الخدمات الصحية، من خلال توفير أطرا طبية متخصصة، وأطباء عامين ومختصين وأطرا تمريضية، وطواقم إدارية وتقنية، لتعزيز العرض الصحي بالمنطقة، وتقديم خدمات صحية استشفائية للقرب، واستشارات طبية متخصصة، من شأنه تخفيف العبء على الساكنة وتجنيبهم عناء التنقل إلى مراكز أو مستشفيات أخرى بعيدة عن مقر سكناهم طلبا للعلاج، على أساس أن تسهم هذه المؤسسة الصحية في تحسين ظروف اشتغال مهني الصحة العاملين بها.

     

    وهذا ما جعل قطاع الصحة بعمالة المضيق الفنيدق في حاجة ماسة إلى دفعة قوية في سبيل تعميم ونشر التغطية الصحية، وتوفير الظروف المساعدة على اكتساب الإنسان لها، ولن يتم ذلك إلا بإعطاء الموارد البشرية الأهمية الكبرى والتفكير في الأطر الطبية وشبه الطبية وتوفير العدد الكافي من سيارات الإسعاف والتجهيزات اللازمة.

     

    فمستشفى محمد السادس بالمضيق، يعيش هو الآخر على وقع الكثير من المشاكل التي أدى تراكمها إلى تأزم حالة القطاع، مما انعكس سلبا في كثير من الحالات على المرضى من جهة وعلى الطاقم الطبي والإداري والتمريضي من جهة أخرى، الشيء الذي أدى إلى تدهور خطير في الخدمات الصحية أدى ثمنها المريض غاليا.

     

    زد على ذلك ضعف الوسائل والتجهيزات الضرورية، خاصة بقسم الولادة وطب الأطفال وجناح المستعجلات، هذا الأخير الذي أصبح غير قادر على تقديم الإسعافات اللازمة ذات جودة نتيجة الاعتماد على أطباء متدربون واغراق القسم بمتدربات ومتدربون من المدارس الحصة في وضعيات غير قانونية وبدون تأطير، واسناد بعض الخدمات الصحية ل”غرباء” عن المديان الصحي تضع صحة المريض  على المحك ويعض الأطر الصحية لمسائلات قانونية.

     

    إضافة إلى أن مشكل المداومة ليلا يشكل هاجسا حقيقيا للمرضى و طبيب المداومة على السواء بهذا المراكز الصحية، بسبب توافد على قسم المستعجلات الكثير من المرضى و المصابين بجروح خطيرة بسبب حوادث السير وغيرها، كما أنه يفتقر للأدوية و التجهيزات.

     

    زد على ذلك أن عدد المكلفين بالمداومة لا يتناسب مع المرضى الوافدين على قسم المستعجلات، في حين أن عدم وعي المريض بعدة إجراءات وضوابط إدارية تقوم بها مصالح المستعجلات في صالحه ليلا أو نهارا، تجعله عرضة لتعطيل استشفائه، وتتدهور حالته الصحية وهو في طريقه إلى مستشفى آخر ….

     

    وفي ذا السياق أكد الكاتب الجهوي على ضرورة القطع مع السياسة التدبيرية الأحادية لقطاع الصحة بعمالة المضيق الفنيدق، وتكريس التشاركية ومبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتطبيق القانون بتجرد وحيادية والتجانس التدبيري والانصات لنبض الهيئات النقابية المسؤولة والالتزام بمحاضر الاجتماعات معها، غير ذلك سيؤدي الى تأزم الوضع أكثر فأكثر ويهدد المسار الإصلاحي لمنظومة الصحية بشكل عام وعلى صعيد عمالة المضيق الفنيدق بشكل خاص.

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next