أخبار عاجلة
    prev next

    موسم أصيلة : تفكيك أسباب تراجع مكانة الاتحاد الأوروبي في السياق الجيوسياسي الحالي

    ماب ميديا: ثقافة

    و.م.ع

    أصيلة – ناقش خبراء ومسؤولون سياسيون سابقون، أمس الأحد بأصيلة، مكانة الاتحاد الأوروبي في السياق الجيوسياسي الحالي وسبل مواجهة تراجع نفوذه.

    وفكك المشاركون في ندوة بعنوان “أوروبا : بين نوازع القوة والخروج من التاريخ؟” ضمن الدورة ال 44 للموسم الثقافي الدولي بأصيلة والدورة ال 37 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، أسباب استنزاف قوة الاتحاد الأوروبي، بين الخلافات السياسية والصدمات الاقتصادية وأزمات الهجرة.

    في كلمة بالمناسبة، أشار وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، لويس أمادو، إلى أن الاتحاد الأوروبي هو بالتأكيد قوة اقتصادية، لكن الخلافات السياسية بين مختلف الدول الأعضاء تمنعه ​​من أن يكون قوة سياسية حقيقية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي صار يواجه اليوم أزمة وجودية بسبب صعود الأحزاب الشعبوية، وانعدام يقين الآفاق الاقتصادية، والحرب في القارة، فضلا عن أزمة الهجرة.

    وأضاف “لم يعد الاتحاد الأوروبي يتمتع بالثقل الدبلوماسي والسياسي الذي كان يتمتع به من قبل، والدليل على ذلك الخطابات المعادية بشكل متزايد للدول الإفريقية، التي كانت من الحلفاء التقليديين للاتحاد الأوروبي”، معتبرا أن السياق الجيو-سياسي الحالي، المتسم بوجود ثلاث قوى عالمية متنافسة، أي روسيا والولايات المتحدة والصين، أزاح الاتحاد الأوروبي إلى الصف الثاني.

    من جانبه، أشار مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، عبد الله ساعف، إلى أن الاتحاد الأوروبي كان يتمتع بهالة من التطور، كانت محط اهتمام دول الجنوب، لاسيما بفضل المفكرين الأوروبيين الذين تمكنوا من إضفاء فلسفة تقدمية على القارة، مضيفا أن الدول الإفريقية كانت تعتبر الشراكات مع الاتحاد الأوروبي كوسيلة “للاندماج في حركة التاريخ”.

    مع ذلك، اعتبر المحلل السياسي أن هناك “انفصالا حقيقيا بين الدبلوماسية الأوروبية والخلافات السياسية الداخلية ونظرة أوروبا في القارة الأفريقية”، مسجلا أن أوروبا تتعرض لانتقادات متزايدة بسبب تدخلها في شؤون الدول، فضلا عن خطابها الأخلاقي، الذي يزيد من تفاقم الصراعات مع شركائها السابقين.

    من جانبها، اعتبرت أستاذة العلوم السياسية ديزيري كسترز أن الاتحاد الأوروبي يخضع لدينامية جيوسياسية جديدة مع ظهور، ليس فقط قوى تنافس الولايات المتحدة، بل أيضا قوى ثانوية ترفض الثنائية القطبية بين الشرق (الصين وروسيا) والغرب (الولايات المتحدة الأمريكية)، مشيرا إلى أن القارة العجوز فقدت نفوذها في دول الجنوب، بسبب سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين.

    وقالت السيدة كاسترز إنه يجب على الاتحاد الأوروبي إعادة التفكير في شراكاته بالنظر إلى شركائه الجنوبيين على قدم المساواة واعتماد حوار مفتوح، من أجل بناء ثقة حقيقية متجددة مع دول الجنوب، مضيفة أن ذلك يتطلب أولا إيجاد حل لمشكلة صعود اليمين المتطرف وثانيا توحيد دول الاتحاد الأوروبي حول سياسة مشتركة.

    وتتطرق هذه الدورة من موسم أصيلة الثقافي الدولي وجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، من خلال سلسلة من الندوات وجلسات النقاش إلى مواضيع وقضايا راهنة، بمشاركة 300 شخصية ومتحدث رفيع المستوى.

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next