تزخر الملاعب المغربية وخاصة الأحياء والمدارس الكروية، بمواهب شابة، تبهر كل من يشاهدها بلمساتها الفنية وقدرتها على المنافسة، غير أن هذه الطاقات التي كان من الممكن أن تشكل قاعدة صلبة للكرة الوطنية، تصطدم بواقع غياب مؤطرين ومدربين يتوفرون على تكوين علمي وتقني في المستوى العالي.
المشكل لا يقف عند حدود التدريب البدني والتقني فقط، بل يتعداه إلى غياب التوجيه السليم، الذي يساعد اللاعب الشاب على التوفيق بين الدراسة والرياضة، فكثير من المواهب تضيع بسبب ضعف المرافقة التربوية والتعليمية، لتجد نفسها خارج المسار الكروي أو الدراسي معا.
ورغم أن المغرب أصبح اليوم من بين أبرز البلدان التي أنجبت لاعبين دوليين، يتألقون في كبريات البطولات الأوروبية، إلا أن مدارس كروية عديدة لا تزال تعيش في دائرة الهواية، مع ضعف البنية التحتية، وغياب برامج تكوين المؤطرة علميا وبيداغوجيا.
إن الإستثمار في الكفاءات التقنية المؤهلة، ووضع برامج تكوين حديثة، وربط الرياضة بالمدرسة هي مفاتيح أساسية لضمان استمرارية هذا الزخم من المواهب، وتحويلها إلى طاقات احترافية، ترفع راية الكرة المغربية عاليا في المستقبل.