أخبار عاجلة
    prev next

    أزيلال: نهاية مسلسل الانتخابات الجزئية بجماعة بني عياط بسقوط أقنعة الأبطال السياسيين

    لحسن كوجلي

     

    تحت نعمة أمطار الرحمة، انتهى صبيحة يومه الجمعة المسلسل المكسيكي الانتخابي بجماعة بني عياط إقليم ازيلال بإعادة تنصيب القيدوم السياسي المحلي إبراهيم الحسناوي على رأس المجلس المنتخب، وذلك اثر حصوله على الأغلبية المطلقة خلال الاقتراع العلني الذي جرى بقاعة اجتماعات الجماعة تحت اشراف القائد عثمان بوسعيد.

    وأسفرت عملية الاقتراع عن حصول السيد إبراهيم الحسناوي عن حزب الاصالة والمعاصرة على 17 صوت مقابل ستة أصوات وخمسة أصوات لمنافسيه على التوالي مصطفى البشير البوهالي عن الحركة الشعبية والمختار العلام عن حزب التجمع الوطني للأحرار.

    ورغم مرور اجواء عملية التصويت في ظروف عادية وبكل روح رياضية، إلا ان كواليس الحملة الانتخابية وما أعقبها من تحالفات متدبدبة ومن صراعات سياسية حتما لن تمر مرور الكرام وقد يكون لها ما بعدها تغيير الألوان السياسية.

    -تغيير الالوان السياسية:

    من جملة الأخطاء القاتلة التي شهدتها الانتخابات الجزئية بجماعة بني عياط, تغيير مجموعة من المترشحين لمواقعهم الحزبية، من بينهم الرئيس القديم الجديد إبراهيم الحسناوي ومن معه، حيث أنه بعد أكثر من عقدين قضاها مناضلا بحزب الاستقلال العريق، وتمكن خلال هذه المدة من تأسيس قلعة استقلالية لم يقوى أي من المنافسين على اقتحامها في جميع المحطات الانتخابية، وظلت مدرسة سياسية صامدة الى ان جرى تدميرها من الباني إبراهيم الحسناوي نفسه غداة التحاقه مؤخرا بحزب الاصالة والمعاصرة أمام استغراب ودهشة من الجميع.


    الرئيس السابق رفقة مجموعة من مناصريه هم أيضا غيروا موقعهم من حزب الاتحاد الاشتراكي الى حزب الاستقلال بعد قطيعة مع حلفاء الامس، قادة حملة التغيير إبان استحقاقات 8 شتنبر ما قبل الماضي.

    -تحالف الخصوم وفراق الحلفاء:

    تقول الحكمة السياسية أنه لا عداوة ولا صداقة دائمة في السياسة، وهي بصريح العبارة حكمة لا تجوز في ظل تغييب مبدأ الاخلاق. فخلال حملة انتخابات 8 شتنبر 2021 قاد فريق الاتحاد الاشتراكي حملة قوية وشرسة ضد إبراهيم الحسناوي وفريقه الاستقلالي بتحالف مع فريق الاحرار والعدالة والتنمية الى درجة تخوين كل من يقف في صف الحسناوي خصوصا بعد ظهور ملاحظات من المجلس الجهوي للحسابات تم تسجيلها ضد الرئيس السابق. وخلال الحملة الأخيرة للانتخابات الجزئية ظهرت تحالفات نقيضة ضربت في العمق اخلاقيات المشهد السياسي.

    وكشفت التحالفات الأخيرة عن سقوط أقنعة اشخاص ظلوا يقولون ما لا يفعلون, يفترون على الناس في العلن ويبحثون عن مصالحهم الخاصة في الخفاء. فالعمل السياسي يقتضي من المنتخب الاشتغال في البحث عن مصالح المواطنين وليس العكس, ويقتضي من المترشح ان يقوم بحملة انتخابية نظيفة في احترام تام لخصمه السياسي دون شتمه وتجريحه وسبه بعيوب شخصية او تسويقه في صورة مجرم، كما لا يحق أخلاقيا للمنتخب ان يتحالف مع من كان ينعته بالفاسد, كما جرى اليوم عند تشكيل المكتب الجديد لمجلس جماعة بني عياط…

    -الغدر السياسي :

    كشفت معطيات متداولة بمقاهي بني عياط عن فراق منتخبين حلفاء سابقين كانوا بمثابة إخوة، وتوحيد خصوم وصلوا في وقت سابق الى حد العداوة، ولعب الميل صوب المصلحة الشخصية لعبته القدرة في قطع أواصر الصداقة بين أصدقاء والجمع بين الأعداء خلال انتخابات بني عياط.

    -التجمعيون الأحرار بني عياط بين الربح والخسارة:

    العلام المختار واحد من المنتخبين البارزين في المشهد السياسي ببني عياط, قائد التجمعيين المحليين, المرشح الثالث لرئاسة جماعة بني عياط, قد يكون هو الخاسر الأكبر في اللعبة, وقد يكون الرابح. صحيح أنه خسر معركته السياسة من كل مناحيها, فقد نيابته وفقد صديق عزيز, وقدم كرسي الرئاسة في طابق من ذهب الى خصم لم يكن في الحسبان بعدما سحبه ممن كانوا خصمه وكشفت له الأيام انهم ليسوا كذلك. ومما يحسب على العلام المختار انه شخصية قوية جدا وانسان يضعف امام المشاعر الإنسانية, يحب الخير لبني عياط, عيبه أن صدقه مع الاخرين يسوقه نحو عدم الاستشعار بالخونة في اللحظة المناسبة, ومن نقط قوته انه حر وشجاع في اتخاد قرارات حاسمة كيفما كانت النتائج.

    -الحركيون الشعبيون

    تمكن حزب الحركة الشعبية من الحصول على خمسة أصوات في استحقاقات الجزئية الأخيرة ببني عياط تحت قيادة المصطفى البشير البوهالي المرشح الثاني لراسة الجماعة, هو الاخر يتميز بقوة الشخصية وهو من سلالة العائلة القوية ببني عياط البشير البوهالي, ظل متمسكا بأمل الحصول على كرسي الرئاسة الى اخر اللحظات, رجل لا يباع ولا يشترى, صاحب مواقف قوية وشجاعة.

    -إبراهيم الحسناوي

    رئيس جماعة بني عياط المنتخب يومه الجمعة, رجل سياسي معروف, شيد قلعة استقلالية متينة ببني عياط, له مناصرون كثر, من مميزاته انه يحمل صدرا يتسع لكل الانتقادات, ممتصا للصدمات, يقود دوما حملة انتخابية نظيفة, لا يسب ولا يشتم أحدا, رجل يربح في السياسة ويخسر في حياته الشخصية المادية, غير جلده السياسي من الاستقلال الى الاصالة والمعاصرة وقد يكون هدا التحول من اخطاءه المرتكبة لاعتباره المدرسة الاستقلالية التي هدمت بجرة قلم.

    -باقي المناضلين :

    يوجد ببني عياط مناضلون لهم وزن سياسي لا ينكره احد, من قبيل حسن عبدلاوي وأبو العرب, قادا معركة سياسة ماضية شرسة خلال دعمهما للرئيس السابق الى ان قضى اجله, يقفان اليوم في صف المعارضة الى جانب المصطفى البوهالي والعلام المختار ومن معهما, وبقدر ما يوجد من يلعب دوره السياسي ببني عياط بقدر ما يوجد من يعيش على اصطياد الفرص السياسية خدمة للمصلحة الشخصية.

    ويتساءل الرأي العام المحلي ان كان الرئيس الجديد إبراهيم الحسناوي قادرا على الصمود امام نخبة سياسية معارضة قوية, وان كان بمقدوره قيادة سفينة جماعة بني عياط نحو بر الأمان.

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next