أخبار عاجلة
    prev next

    عيد الأضحى والأزمة الاقتصادية

    لحسن كوجلي
    

    كم هو مؤلم جدا حين يشتد الحال الاقتصادي على المرء, ولا يجد لنفسه من سبيل سوى أن يرمق للسماء طالبا اللطف والمساعدة الربانية. حال شبيه لما يقع لكثير من البسطاء المعذبين في الأرض هذه الأيام المتزامنة مع عيد الأضحى المبارك.

     

    المناسبة التي يجد فيها المسلم الفقير نفسه مندهشا وعاجزا بين تحقيق الرغبة البالغة في الامتثال للتعاليم الدينية، وبين المجهود الشاق للبحث عن تمويل لتكاليف هذه الرغبة.

     

    أجد نفسي عاجزا عن فهم ديننا الإسلامي في ظل اختفاء علمائنا المحترمين، سيما أنه يقال عن ديننا بأنه دين يسر، دين يسوده التعاون والتضامن والتكافل..

    يقابل ذلك من جهة أخرى أن كثير ممن نأمل منهم المساعدة، يجتهدون للاستثمار في ضعفنا وفي هلاكنا، عوض أن يعملوا على إصدار فتاوى أو بلاغات تنهي من معاناتنا.

    فكيف لدين يسر أن يكلفنا ميزانية لا نملكها أصلا، والتي من شأنها ان تعمق من جراحنا بعد شهرين، أي مع الدخول المدرسي.

     

     

    مصاريف عيد الأضحى قد تكلف الكثيرين منا راتب شهرين أو ما يزيد، الشيء الذي يمكن أن يدخلنا في دوامة الأزمات بعد انصرام هذا العيد، وهو ما يعني أن الدين الداعي لهذا الاحتفال لم يعد يسيرا، بل عسيرا جدا.

     

     

    مشكلتنا مع العيد عمّقته “حكومتنا المحترمة” التي لم تعمل على إيجاد الحلول المناسبة، ومن أهم الحلول التي كنا ننتظرها منها، خصوصا بعدما فشلت في توفير السلسلة الحيوانية المحلية، رفع الملتمس إلى صاحب الجلالة حفظه الله، لالغاء الاحتفال بالعيد، أولا لتخفيف الاضرار على المواطنين، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، ثم للاحتفاظ بالقطيع، للموازنة المستقبلية في أسواق اللحوم.

     

     

    وارتباطا بالموضوع، نتساءل عن مال الخرفان المستوردة، وعن نصيب سكان العالم القروي منها، بحيث كان من المفروض في الحكومة أن تكون المسؤول المباشر في عملية الاستيراد، والمشرف الوحيد في عملية التوزيع من أجل ضمان الأضحية للفقراء،

    مع مراعات الاسبقية لسكان العالم القروي الذين هلكوا بالجفاف وفقدان فرص الشغل، عوض إعطاء الفرصة للوبيات للاستثمار في ضعف المواطنين وتوجيه هذه الخرفان المستوردة نحو الحواضر التي تتمع ساكنتها بكل الحقوق المادية والمعنوية.

     

     

    وإلى ذلك الحين، يبقى الله تعالى هو أمل الجميع في تحقيق أمانييهم، هو المولى وهو النصير، وهو على كل شيء قدير.

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next