أخبار عاجلة
    prev next

    خطبة الجمعة تسلط الضوء على عزيمة المغاربة في الأوقات الصعبة

    ماب ميديا: خطبة الجمعة في المغرب

    خطبة جمعة موحدة تم توجيهها إلى الخطباء مندوبيات الشؤون الإسلامية، حيث تناولت موضوع قوة التضامن والتكاتف في ظل الزلزال والتحديات التي نجمت عنه. تم التركيز أيضًا على أهمية استثمار واستدامة التواد والتراحم في المستقبل، مع التوقف عند فضيلة التلاحم بين العرش والشعب.

     

    في الخطبة الموحدة، أُشير إلى أن قدر الله تعالى يختبر عباده بما يشاء، وقد اختار بعضهم ليكونوا شهداء في مواجهة الزلزال. وأُثيرت موضوعات عديدة منها الرحمة الخفية التي تكمن في التحديات والنعم الخفية التي تأتي مع المصائب، إلى جانب النعم الظاهرة والمتنوعة التي يُنعم بها الناس.

     

    وأكملت الخطبة: ‘المؤمن ينظر إلى مصائبه بإيمان ويعتقد أن فيما قضى الله إليه خيرًا. لقد رأينا وشهد الناس في الداخل والخارج تعبيرات الإيمان والعمل الصالح الناتج عن هذه العقيدة، وخصوصًا في إيمان وقوة صمود المصابين الذين تسلموا لقضاء الله تعالى وقدره، وكانوا أمثلة للمؤمنين الصابرين.

     

    وأشارت الخطبة الموحدة إلى أن هذه المحنة كشفت عن جوانب إنسانية مشرقة، مثل العطف العظيم والرحمة الصادقة والمحبة القوية والتعاون الكبير بين الناس. وقد تجلى ذلك بشكل واضح في هذه الهبة الكريمة التي قدمها الناس جميعًا. ويعتبر هذا تجسيدًا عمليًا للقول النبوي: ‘مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

     

    أكدت الخطبة أن التضامن البارز الذي ظهر خلال هذه الأزمة يجب أن يكون سببًا للفخر والاعتزاز بوحدة الأمة. ولاحظت أن بعض الأشخاص قد أنفقوا مبالغ كبيرة من ممتلكاتهم، وبعضهم حتى قام بتفريغ ما كان لديه بالكامل. وقد تجلى في هذه الأمثلة تطبيقًا عمليًا للسنة النبوية التي دعت إلى التضامن والتآزر في الأوقات الصعبة، مثلما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ‘إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد، بالسَّوِيَّة، فهم مني وأنا منهم’

     

    شددت الخطبة الموحدة على أهمية الاحتفاظ بـ ‘هذا التضامن والتآزر الذي أبداه المغاربة في الأوقات الجيدة والصعبة على حد سواء’. وأشارت إلى أنه يجب استغلال هذا الروح التعاونية والتضامنية والعمل على تعزيزها وتجديدها لتبقى متجذرة في مجتمعنا وتكون قيمة مستدامة في الحاضر والمستقبل.

     

    أشارت الخطبة إلى نعمة قيادة الأمير المؤمنين، التي تُزرع الأمن والعطف في نفوس المواطنين. حيث تُعتبر توجيهاته مصدرًا للأمان والاطمئنان في الأوقات الصعبة. وبالتالي، يعتبر التلاحم بين العرش والشعب أمرًا حيويًا لاستدامة هذه الأمة واستمرارها. ويجب الحفاظ على هذه الروح وتعزيزها، وتوجيه الأجيال الصاعدة للتمسك بها وتعزيزها، لأنها تعبِّر عن الحب المتبادل وتمثل دليلاً على العلاقات القوية بين مكونات الشعب المغربي.

     

    وأشارت الخطبة أيضا إلى أهمية استمرار هذا التراحم بين أفراد المجتمع، حيث يسهم في بناء مجتمع يضع الفرد خدمة الجماعة والأمة في صميم اهتمامه. وأكدت أن المؤازرة والقيم الإيجابية التي تظهر في المحن هي جزء من العقيدة الإسلامية، ويجب أن تتجذر في نفوس المؤمنين وتُظهر دائمًا، ولا يجب أن نعتبرها مجرد سلوك مؤقت يتعلق بالأزمات. بل هي جزء من هوية المغاربة الثقافية والروحية، ومن خلالها يتم تعزيز تآلف الأمة واستمرارها، وتحقيق نهضتها وتطورها.

     

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next