وأخيرا آلت فترة الانتظار لقائد المنتخب الفرنسي، الذي كان يحلم دائما باللعب لفريق مثله الأعلى كريستيانو رونالدو، نادي ريال مدريد، إلى نهاية سعيدة، بعد قصة تستحق مسلسلا تلفزيونيا طويلا.
سبع سنوات من الانتظار والأخذ والرد، والمفاوضات والشائعات والإعجاب والانفصال انتهت بأفضل طريقة ممكنة للطرفين. فقد وقع ابن مدينة بوندي على عقد مدته خمس سنوات مع النادي الملكي يمتد حتى العام 2029.
وبعد التوقيع الرسمي على العقد، تحدث مبابي عن مشاعره. “حلم تحقق. سعيد للغاية وفخور بالانضمام إلى نادي أحلامي. لا يمكن لأحد أن يفهم كم أنا متحمس الآن. أتطلع لرؤيتكم، أيها المدريديستا وأشكركم على دعمكم الرائع. هلا مدريد !”.
وقد بدأ مبابي وريال مدريد الاستعداد لهذا الانتقال منذ عامين تقريبا، بعد فترة وجيزة من قرار الفرنسي، على عكس كل التوقعات، بمواصلة مغامرته في باريس سان جيرمان.
واستسلم الفرنسي في ماي 2022 لضغوط كرة القدم والإعلام وحتى السياسية في فرنسا وانتهى به الأمر بتجديد عقده بينما كان المدريديليون يحتفلون بالفعل. وعلى الرغم من خيبة أمل ريال مدريد، التي عبر عنها رئيسه فلورنتينو بيريز، مهندس ريال مدريد الذي ضم زيدان وفيغو ورونالدو وبيكهام، إلا أن المصالحة تمت بسرعة وتم وضع الأسس للتوقيع المقرر هذا الصيف. هي إذن ضربة معلم من فلورنتينو، الرئيس الأكثر نجاحا في تاريخ النادي برصيد 35 لقبا.
وهكذا يصل مبابي، الذي كان مطمعا لفريق العاصمة الإسبانية منذ العام 2017، إلى مدريد في سن الـ 25 عاما مع حلم صناعة التاريخ في النادي الذي فاز للتو بلقبه الأوروبي الـ 15 يوم السبت، السادس في 10 سنوات.
وينضم الهداف التاريخي لباريس سان جيرمان برصيد 256 هدفا، الذي وافق على تخفيض راتبه ومكافأة توقيعه للانضمام إلى الريال، إلى كتيبة من اللاعبين الذين هيمنوا على المشهد الكروي الإسباني والأوروبي لسنوات.
ويطمح مبابي إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية، بعد أن فاز بالفعل بكأس العالم مع فرنسا. وهو يعلم جيدا أن ريال مدريد هو المكان المثالي للارتقاء بمسيرته الكروية إلى أرفع المستويات.
ومع قدوم مبابي، اللاعب المختلف داخل وخارج الملعب، فإن ريال مدريد يستكمل فريقا قويا بالفعل تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، المدرب الذي يدير غرور نجوم فريقه أفضل من أي شخص آخر.
ومن خلال التعاقد مع “نجم” جديد، يتطلع ريال مدريد إلى بلوغ بُعد كروي جديد، عبر الجمع في فريق واحد بين فينيسيوس جونيور، المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية هذا الموسم، وبيلينغهام، أفضل لاعب شاب في العالم، رودريغو، والنجم الجديد لكرة القدم البرازيلية إندريك. كما عزز الفريق مكانته باعتباره المرشح الأوفر حظا للفوز بجميع المسابقات الممكنة، بدءا من كأس السوبر الأوروبي أمام أتالانتا في 14 غشت المقبل.