أزمات التنمية في إقليم الخميسات: بين بهجة المهرجانات وواقع الانتحار

بقلم لبنى المعلوم /الخميسات

MAP MEDIA

يعد إقليم الخميسات من المناطق المغربية الغنية بالتقاليد والثقافة، مما يجعله وجهة مثالية لتنظيم العديد من المواسم والمهرجانات على مدار السنة. 

 

هذه الفعاليات ليست مجرد احتفالات ثقافية فحسب، بل تشكل أيضًا وسيلة لجذب السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، يثير تكاليف تنظيم هذه الفعاليات تساؤلات هامة حول الأولويات التنموية في الإقليم.

 

على الرغم من الفوائد الاقتصادية المحتملة التي قد تحققها هذه المهرجانات، إلا أن هناك تحديات جادة تواجه الشباب في إقليم الخميسات. لا زالت تشهد الظاهرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار بين الشباب، مما يُعتبر إنذارًا يدق جرس الخطر حول الأوضاع النفسية والاجتماعية للشباب في المنطقة. يتم تجاهل القضايا الأساسية المتعلقة بالتربية والتعليم والصحة النفسية في الوقت الذي تُخصص فيه ميزانيات ضخمة للمهرجانات، مما يطرح علامات استفهام حول كيفية توزيع الموارد ورسم الخطط التنموية.

 

إن التركيز على الفعاليات الثقافية يجب ألا يأتي على حساب الحاجة الماسة لتحسين الحياة اليومية ونوعية الخدمات المقدمة للشباب. ينبغي أن تتجه الجهود نحو تحقيق توازن بين تعزيز الهوية الثقافية والإيفاء بالاحتياجات الأساسية. إن الإخفاق في التعامل مع هذه القضايا قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والنفسية، مما قد يُشكل تهديدًا طويل الأمد لمستقبل الإقليم.

من الضروري أن يتعاون صانعو القرار مع المجتمع المدني والجهات المختصة لوضع استراتيجيات تنموية شاملة تهدف إلى معالجة القضايا الاجتماعية والنفسية بجانب الأنشطة الثقافية. إن هذه الاستراتيجيات يجب أن تضع الشباب في صدارة أولوياتها، من خلال توفير برامج تعليمية ودعم نفسي يشمل التدريب والتوجيه.

بالتالي، فإن إقليم الخميسات بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم فعاليته في توزيع الموارد وتحقيق التنمية المستدامة. التوجه نحو تنمية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة جوانب حياة الشباب سيكون السبيل الأمثل لضمان تحقيق التنمية المطلوبة، ولتصحيح المسار نحو مجتمع صحي ومزدهر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.