أخبار عاجلة
    prev next

    الرباط.. عرض مسرحية “السلالة القوية” للنيجيري وولي سوينكا

    Mapmedias

    قدم طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، مساء أمس الثلاثاء بالمسرح الوطني محمد الخامس، مسرحية “السلالة القوية” للكاتب والمسرحي النيجيري الكبير وولي سوينكا، وذلك أمام جمهور مولوع بـ”أب الفنون”.

    وتعتبر المسرحية، التي أخرجها الفنان الإيفواري فارغاس أساندي، مشروعا لطلبة السنة الرابعة من المعهد، تشخيصا وسينوغرافيا، يدعو الجمهور إلى تلاقح ثقافي إفريقي، مع تيسير ولوج هؤلاء الطلبة أيضا إلى الحياة المهنية.

     

     

    وبهذه المناسبة، قال أساندي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مرام “السلالة القوية”، لوولي سوينكا الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1986، يتجلى في اعتبارين، الأول فني، والثاني بيداغوجي، مضيفا أن العمل يدعو الخريجين المستقبليين إلى الانغماس في العالم المهني للوقوف على الصعوبات الممكن أن يواجهونها.

     

     

    وأبدى السيد أساندي، الذي قام بتأطير الطلبة لمدة امتدت لأربعة أسابيع، ارتياحه قائلا ” تم إلتماسي للعمل على هذا المشروع كقيم بيداغوجي ومخرج. واشتغلت بفخر كبير، لأنني انطلاقا من الرباط، العاصمة الإفريقية للثقافة، شاركت في تظاهرات هي بمثابة تعبير عن قرار ملكي قوي لجعل المغرب مركز الثقافة الإفريقية وخصوصا المسرح الإفريقي”.

    وبخصوص اختيار نص “السلالة القوية”، الذي صدرت نسخته الأصلية بالانجليزية سنة 1964، أثار الكاتب الإيفواري إشكالية “الغيرية”، المفهوم الذي يحتل “حيزا كبيرا في عالمنا، بحيث يعني الفرد أيضا قبول الآخر”.

     

     

     

    وتابع أن “نبذ الأخر، والميز العنصري وكراهة الأجانب تعتبر أمراضا قسمت العالم. ويقع على عواتقنا التذكير عبر الشباب، الذي هم المستقبل، أن الآخر هو آخر من أنفسنا”.

    وأوضح أن هذا العمل المسرحي بمثابة “دعوة إلى إعادة اكتشاف مسار الاعتراف بالآخر، مسار التساؤل عن تقاليدنا والتذكير بكون الآخر هو آخر من أنفسنا”، مبرزا أن الأمر يتعلق أيضا “بتعلم التقبل وبناء اختلافاتنا”.

     

     

    من جهتها، قالت مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطيفة أحرار، إن مشروع طلبة السنة الرابعة للمعهد يأتي في إطار التعاون والتبادل الثقافي جنوب-جنوب. ويتعلق الأمر بالفعل، بتفكير فني وبيداغوجي في إطار التعاون مع القارة الإفريقية.

    وأوضحت السيدة أحرار أنه على صعيد المعهد تمت دعوة السيد أساندي كقيم بيداغوجي في المقام الأول، ثم ككاتب مسرحي إفريقي.

    وتابعت أنه بعد عدة نقاشات استقر الأمر على نص وولي سوينكا لأنه يحفل بعدة رسائل. وهو نص “عميق” كما يحيل على ذلك عنوانه.

     

     

    من جانبه، أكد الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، عصام اليوسفي، أن هذا النص هو اختيار “مقصود” للانفتاح على الثقافة الإفريقية “القريبة منا للغاية” وفي نفس الوقت إبراز تجربة متفردة على مستوى اجتراح الكتابة.

    وأوضح أن ” هذا الاختيار صعب نوعا ما لكننا ندرجه في إطار تكوين متين وإرادة تيسير ولوج طلبتنا إلى الحياة المهنية”، مشيرا إلى أن هذا المشروع يأتي وفق روح تزاوج بين الجانب البيداغوجي والاستعداد للمهنة. 

     

     

     

    وأبدى ارتياحه للعمل الذي أطره المخرج الإيفواري المقيم بفرنسا والذي راكم تجربة كبيرة كممثل ومخرج، مضيفا أن السيد أساندي واكب الطلبة لأربعة أسابيع.  

    ولفت إلى أن “هذا مكن طلبتنا من العمل في ظروف مهنية واقعية وتحمل مسؤولية الاختيارات الفنية الواضحة على مستوى المهنة”.

    وسحل أن “خصوصية هذا النص وهذا الاختيار تكمن في حضور البعد الثقافي والفني المتفرد حتى يتمكن طلبتنا من عبور هذه القصة ومختلف شخوصها. بحيث حاولنا وضعهم أمام هذا التحدي”.

     

     

     

    وبشأن إسهامه في هذا المشروع، أورد السيد اليوسفي أنه “عمل على ترجمة اقتباسات نصية نحو العربية الفصحى والدارجة. يعتبر اختيارا إلى حد ما معقدا من أجل التوليف بين ثلاث مستويات وسجلات لغوية، وتحديا أيضا لطلبتنا للقدرة على التفكير على صعيد التشخيص والركح”.

    وخلص إلى أن الأمر يتعلق بـ”تجربة جميلة” قادتها إدارة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بحس من الانفتاح والقدرة على تشاطر هذه الثمرة مع الجمهور الواسع.

    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next