أخبار عاجلة
    prev next

    العنف الرقمي ..النساء أكثر ضحاياه

     

     

    أتاحت منصات التواصل الاجتماعي لمستخدميها مساحات شاسعة للتعبير الحر في شتى المجالات، حتى تحول رواد تلك المنصات إلى قوة افتراضية تؤثر في توجهات الرأي العام، غير أنها فتحت الباب أمام ظهور نوع جديد من العنف يعرف بالعنف الرقمي.

    ومنحت مساحات التعبير الحر الافتراضية مشاركة أكثر للمواطن في القضايا العامة، غير أنها تركت المجال لظهور نوع جديد من العنف يعرف بالعنف الرقمي، حيث تحولت كثير من التدوينات والتعليقات إلى محاكمات افتراضية وامتلأت المنصات بعبارات التحريض فضلا عن خطابات الكراهية.

    وأكد خبراء في الاتصال الرقمي أنه لم يعد من الممكن تجاهل العنف المسلط داخل الفضاء الإلكتروني بعد تفاقمه، خاصة وأنه يتسبب في الإساءة وانتهاك الخصوصية لفئات كثيرة ومنها النساء اللواتي يعتبرن الحلقة الأضعف في مواجهة العنف الإلكتروني.

     

    إن ظاهرة العنف الرقمي “ليست جديدة  ولكنها في ارتفاع متواصل، وتتنوع بين الحملات المبرمجة مسبقا لاستهداف شخصيات بعينها وبين حملات الإثارة التي تظهر فجأة، وكلاهما يعتمدان على أخبار وفيديوهات زائفة أو موجهة قصد إثارة الأحكام المسبقة لدى فئات كثيرة من الشعب مما يخلق ردود فعل عنيفة”.

     

     من أسباب انتشار ظاهرة العنف الرقمي السلوك الانفعالي لدى رواد المنصات والحكم على ظاهر الأشياء وغياب العقلانية في التعاطي مع المحتوى الرقمي الذي يحتمل المغالطة والتزييف.

     العنف الرقمي أصبح يهدد الوعي الجمعي والقيم ويسمح بإهانة المبدع وهتك الأعراض، كما أن النساء لا تشعرن بالأمان في دخول الفضاء الرقمي، داعيا إلى ردع مرتكبيه عبر تفعيل القوانين الموجودة والتي تجرم السب وانتهاك الحريات والتشهير بالناس، وعبر تدريب الجماهير على وسائل الحماية لبياناتهم الشخصية عند استعمال وسائل التواصل الحديثة.

    وتعتبر النساء  الأكثر عرضة للعنف الرقمي حيث كشفت دراسة استطلاعية أعدّها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة عن العنف الرقمي في فيسبوك، أن “89 بالمئة من النساء المستطلعات تعرّضن للعنف بجميع أنواعه في الفضاء الرقمي، كما أوضحت النتائج أن 71 بالمئة من مرتكبي العنف هم من الرجال وأن 60 بالمئة من النساء اللواتي يستخدمن فيسبوك لا يشعرن بالأمان في الفضاء الرقمي”.

     

    وتتعرض النساء في الفضاء الرقمي بحسب الدراسة إلى التعليقات المهينة والمسيئة للمرأة وحتى الخادشة للحياء فضلا عن المضايقات الإلكترونية والتحرش والابتزاز الجنسي.

     

    وتجدر الإشارة إلى أن منظمات المجتمع المدني توثق بشكل دوري مئات الشهادات للنساء ضحايا العنف الرقمي من تعليقات مهينة وتهديدات صريحة وتشويه سمعة أو إرسال صور وفيديوهات خادشة للحياء، كما تعمل على تدريب النساء للتصدي للعنف الرقمي عبر الدفاع عن حقهن في الحضور بالحياة العامة والتعبير عن أرائهن بكل حرية.

    وتعتبر هيئة الأمم المتحدة أن العنف الرقمي المسلط على النساء والفتيات أصبح من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا، ويشمل الاعتداء الجسدي والجنسي والنفسي والاقتصادي، وله آثار خطيرة على المجتمعات والاقتصاديات في جميع أنحاء العالم وزادت حدته مع أزمة كورونا.

     
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    أخبار عاجلة
      prev next